كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 235 """"""
جاندار ، والأمير جمال الدين أقش الدواداري الأفرم الحاجب ، نائب السلطنة بالشام ، والأمير سيف الدين كرد الحاجب ، نائب السلطنة بالمملكة الطرابلسية وما معها ، عوضاً عن الأمير عز الدين أيبك الموصلي المنصوري ، وكان قد توفي إلى رحمة الله تعالى ، في صفر من هذه السنة . وأحضر الأمير سيف الدين قطلبك المنصوري من الشام ، ورتب أمير حاجب بالأبواب السلطانية . وأقر السلطان الصاحب الوزير فخر الدين عمر بن الخليلي على وزارته . وخلع السلطان على الأمراء والأعيان ، على جاري العادة .
وتوجه الأمير جمال الدين آفش الأفرم إلى دمشق ، على خيل البريد ، فكان وصوله إليها ، في يوم الأربعاء ثاني عشرين جمادى الأولى . وأفرج عن الأمير سيف الدين جاغان الحسامي ، في يوم الأربعاء ، تاسع عشرين الشهر ، حسبما رسم به من الأبواب السلطانية . فتوجه إلى الديار المصرية ، فوجد البريد وهو في أثناء الطريق ، بإعادته إلى الإمرة بدمشق ، فعاد واستقر .
وفي يوم الخميس حادي عشر جمادى الآخرة ، خلع على الأمراء والأعيان بدمشق ، ولبسوا تشاريف السلطان ، ووصل طلب نائب السلطنة ، الأمير جمال الدين في هذا اليوم ، فتلقاه والأمراء في خدمته ، وعليه التشاريف ، ودخل دخولاً حسناً .
وفيها ، في شهر رجب ، توجه الأمير سيف الدين كرد الحاجب ، لنيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية .
وفيها ، رسم السلطان بالقبض على الأمير سيف الدين كجكن ، أحد الأمراء الأكابر المقدمين بدمشق . فقبض عليه في يوم الجمعة ، ثاني عشرين شهر رجب ، واعتقل بقلعة دمشق . ثم جُهّز إلى الأبواب السلطانية مقيداً ، ثاني شهر رمضان ، هو وحمدان وأخوه ، ولدا صلغاي . وجرد معهم مائة فارس من عسكر الشام . فوصلوا بهم إلى الأبواب السلطانية .
ذكر الإفراج عن الأمير شمس الدين سنقر الأعسر وتفويض الوزارة إليه
وفي هذه السنة ، في شهر رمضان ، أفرج عن الأمير شمس الدين سنقر الأعسر العزي المنصوري ، وفوض إليه وزارة المملكة الشريفة ، وتدبير الدولة بالديار المصرية ، وعزل الصاحب فخر الدين الخليلي .

الصفحة 235