كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 236 """"""
ذكر وفود سلامش بن أقال بن بيجو وأخيه قطقطوا ومن معهما ، وعود سلامش وقتله
كان سلامش هذا ، قد جهزه قازان ملك التتار إلى بلاد الروم ، مقدماً على تمان ، وقيل بل كان معه خمسة وعشرون ألف فارس . وأمره قازان أن يأخذ عساكر الروم ، ويتوجه إلى الشام من جهة سيس ، وأن قازان يحضر بنفسه ، ببقية جيوشه من جهة الفرات ، وأن يكون اجتماعهم على حلب ، ثم يعبرون بجملتهم إلى الشام . فلما وصل سلامش إلى بلاد الروم ، خلع طاعة قازان ، وحدثته نفسه بالملك ، وكاتب ابن قرمان أمير التركمان ، فأطاعه وانضم إليه في عشرة آلاف فارس . وكتب إلى السلطان المنصور لاجين ، يستنجده على قازان . ووصل برسالته وكتبه إلى الأبواب السلطانية ، مخلص الدين الرومي . فكتب السلطان إلى دمشق بتجهيز العساكر لنصرته وإنجاده . ولما اتصل بقازان خبر خروجه عن الطاعة ، انثنى عزمه عن قصد الشام ، في هذه السنة . وجرد العساكر إلى سلامش في أوائل جمادى الآخرة ، وكانوا خمسة وثلاثين ألفاً ، مع ثلاثة مقدمين ، ومرجعهم إلى بولاي . فتوجهوا إلى سلامش ، وكان قد جمع نحو ستين ألف فارس . وهو يحاصر سيواس ، فإنها كانت قد عصت عليه . فأتته العساكر شهر رجب ، والتقوا ، ففارقه من كان معه من عسكر التتار ، والتحقوا ببولاي ، وكذلك عسكر الروم ، ولحق التركمان بالجبال . وبقي سلامش في دون خمسمائة فارس ، ففر من سيواس إلى بلاد سيس ، ووصل إلى بهسنا في أواخر شهر رجب ، ثم وصل إلى دمشق يوم الخميس ، ثاني عشر شعبان ، وصحبته الأمير بدر الدين الذردكاش نائب بهسنا ، فتلقته عساكر دمشق بأحسن زي صحبة نائب السلطنة بدمشق .
ثم توجه سلامش إلى الأبواب السلطانية ، في يوم الأحد خامس عشر شعبان ، على خيل البريد ، فوصل إلى الأبواب السلطانية ، وهو وأخوه قطقطوا ، فأكرمهما السلطان والأمراء ، وأحسنوا إليهما . وخيّر سلامش بين المقام بالديار المصرية أو

الصفحة 236