كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 242 """"""
ثم ركبت فرقة من التتار ، كانت لم تشهد الحرب ، واجتمعوا كراديس ، وحملوا حملة منكرة ، وقصدوا قلب العساكر الإسلامية ، وضعفت الميمنة الإسلامية عن لقاء ميسرتهم . فكان من الهزيمة ما كان ، وذلك بعد العصر من اليوم المذكور .
ذكر تسمية من استشهد وفقد ، في هذه الموقعة من المشهورين
كان من استشهد وفقد من الأمراء والمشهورين ، في هذه الوقعة ، الأمير سيف الدين كرد ، نائب السلطنة بالمملكة الطرابلسية ، والأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير عز الدين أيدمر الحلبي ، أحد الأمراء بالديار المصرية ، والأمير سيف الدين بلبان التقوي ، من أمراء طرابلس ، والأمير ركن الدين بيبرس الغتمي ، النائب بحصن المرقب ، والأمير صارم الدين أزبك ، النائب بقلعة بلاطنس ، والأمير بدر الدين بيليك المنصوري المعروف بالطيار ، من أمراء دمشق ، قتل في عوده بعد الوقعة ، والأمير سيف الدين نوكيه التتاري ، والأمير جمال الدين أقش كرجي الحاجب ، والأمير جمال الدين أقش المطروحي ، حاجب الشام ، فقدوا نحو ألف فارس من الحلقة والمماليك السلطانية وأجناد الأمراء ومماليكهم . وهؤلاء الأمراء ، منهم من استشهد في المعركة ، ومنهم من أصابته جراحة ، فمات بعد انفصال الوقعة فيعد شهيداً ، ومنهم من عدم ولم تتحقق وفاته . وعدم قاضي القضاة حسام الدين الحنفي الرومي ، والقاضي عماد الدين اسماعيل ابن الأثير الموقع . وقتل من التتار فيما ققيل نحو أربعة عشر ألف .
ولما تمت الهزيمة ، وشاهد غازان من قتل من أصحابه وكثرتهم ، وقلة من قتل من العساكر الإسلامية ، بالنسبة إلى من قتل من التتار ، ظن أن هذه الهزيمة مكيدة ، واستجرار لعساكره ، فتوقف عن اتباع العساكر الإسلامية ، حتى تبين له صحة الهزيمة . ثم سار من مكان الوقعة إلى حمص ، وبها الخزائن السلطانية ، فسلمها متوليها محمد بن الصارم ، من غير ممانعة ، ولا مدافعة ، ثم رحل عنها إلى جهة دمشق ونزل بالغوطة .

الصفحة 242