كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 244 """"""
وكان قد وصل إلى دمشق ، في يوم الخميس ، سادس الشهر أربعة من التتار ، من جهة غازان ، ومعهم الشريف القمّي . وكان قد توجه قبل توجه الجماعة ، هو وثلاثة من أهل دمشق إلى غازان . فعاد وبيده أمان لأهل دمشق . ثم وصل بعد صلاة الجمعة ، الأمير اسماعيل وجماعة من التتار . فنزلوا بالبستان الظاهري ، بطريق القابون . ثم ركب الأمير اسماعيل في يوم السبت ، ودخل إلى دمشق ، وجاء إلى مقصورة الخطابة بالجامع الأموي ، لقراءة الفرمان . وقرأه أحد العجم الواصلين صحبة الأمير اسماعيل ، وبلّغ عنه المجاهد المؤذن ، ومضمونه : بقوة الله تعالى ، ليعلم أمراء التومان والألوف والمائة ، وعموم عساكرنا المنصورة ، من المغول والتازيك والكرج وغيرهم ، ممن هو داخل تحت ربقة طاعتنا . إن الله لما نوّر قلوبنا بنور الإسلام ، وهدانا إلى ملة النبي ، عليه أفضل السلام " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين " .
ولما أن سمعنا أن حكام مصر والشام خارجون عن طريق الدين ، غير متمسكين بأحكام الإسلام ، ناقضون لعهودهم ، حالفون بالأيمان الفاجرة ، ليس لديهم وفاء ولا ذمام ، ولا لأمورهم التئام ولا انتظام ، وكان أحدهم إذا تولى ، سعى في الأرض ليفسد فيها ، ويهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد . وشاع من شعارهم الحيف على الرعية ، ومدّ الأيدي العارية ، إلى حرمهم وأموالهم ، والتخطي عن جادة العدل

الصفحة 244