كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 249 """"""
سيف الدين قبجاق ، ونيابة حلب وحمص إلى الأمير سيف الدين بكتمر السلاح دار ، ونيابة صفد وطرابلس والسواحل إلى الأمير فارس الدين البكي ولما توجه غازان ، استصحب الوزير معه ، من أكابر دمشق بدر الدين ابن فضل الله ، وعلاء الدين علي ابن الصدر شرف الدين محمد بن القلانسي ، وشرف الدين بن الأثير .
وفي يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى ، رسم التتار بإخلاء المدرسة العادلية ، ووقف جماعة منهم على بابها يفتشون من يخرج منها ، ويأخذون ما أحبوا من أمتعتهم ، وعجز أهلها عن نقل أثاثهم . ودخل التتار إليها ، عقيب خروجهم منها ، وكسروا أبواب البيوت ، ونهبوا ما بها ، وأخلى التتار ما حول القلعة ، وطلعوا إلى الأسطحة ، ورموا منها النشاب على القلعة . فعند ذلك ، أمر أرجواش بإحراق ذلك كما تقدم . وكان إحراق المدرسة العادلية في الحادي والعشرين من جمادى الأولى .
وفي يوم الجمعة تاسع عشر الشهر ، قرئ على سدة الجامع كتابان : أحدهما يتضمن تولية الأمير سيف الدين قبجاق النيابة بالشام ، والثاني يتضمن تولية الأمير ناصر الدين يحيى بن جلال الدين شد الشام . وتضمن أحد الكتابين أن يصرف ما كان لخزائن السلاح ، من مال الجامع في مصالح السبيل إلى الحجاز الشريف . ويتضمن أيضاً أن غازان يعود إلى الشام في فصل الخريف ، ويتوجه إلى الديار المصرية ، وأنه توجه إلى البلاد ونزل نائبه قطلوشاه في ستين ألف فارس لحماية الشام ، إلى غير ذلك مما تضمنه .
واستمر قطلوشاه بعد توجه غازان أياماً يحاصر القلعة ، فلم يتهيأ له منها ما يريد ، فجمع له قبجاق مالاً من أهل البلد ، فأخذه وعاد إلى بلاد الشرق . وكان رحيله في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من جمادى الأولى . وتوجه الأمير سيف الدين قبجاق لوداعه . وعاد في يوم الخميس الخامس والعشرين من الشهر ، ودخل إلى دمشق ، من باب شرقي ، وشق البلد ، وخرج من باب الجابية ، وكانا مغلقين في مدة مقام التتار ، ففتحا له الآن ، ونزل بالقصر الأبلق .

الصفحة 249