كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 250 """"""
وعاد الأمير يحيى بن جلال الدين والصفي السنجاري بجماعة من التتار ، وشقوا البلد ، وتوجهوا إلى القصر أيضاً . ثم نودي في البلد ، في يوم الجمعة ، أن يتوجه الناس إلى ضياعهم وقراهم . وكان قد نودي في أول هذا النهار ، أن لا يخرج أحد إلى الجبل والغوطة ، وأن لا يخاطر بنفسه ، ولا يغرر بنفسه .
وفي تاسع عشر جمادى الأولى ، دخل الأمير سيف الدين قبجاق ، ومن معه إلى المدينة ، ونزلوا بدار الأمير سيف الدين بهادر آص ، وما يجاورها من الأدر ، بقرب مأذنة فيروز .
وفي يوم الثلاثاء ، مستهل جمادى الآخرة ، وثانيه ، نودي في دمشق بأمر الأمير سيف الدين قبجاق أن يخرج الناس إلى أماكنهم . وانضم إلى قبجاق جماعة من الجند في أول هذا الشهر ، يركبون في خدمته ، ويترجلون في ركابه ، وفتحت أبواب البلد ، إلا ما بجوار القلعة منها .
وفي يوم الجمعة رابع الشهر ، ضربت البشائر بالقلعة . وفي يوم الإثنين سابع جمادى الآخرة ، أمّر الأمير سيف الدين قبجاق ، أستاذ داره علاء الدين ، وطاجار ، وركبا بالشرابيش والطبلخاناة . ثم أمّر ثلاثة في العشر الأوسط من الشهر ، وركبوا بالشرابيش والطبلخاناة . وأمر بإدارة الخمارة بدار ابن جراده ، فأظهرت الخمور والفواحش ، وضمنت في كل يوم ألف درهم ، واستمر الحال على ذلك بقية جمادى الآخرة وبعض شهر رجب .
كان غازان قد جرد من عسكره عشرين ألف فارس ، صحبة بولاي ، وأشبقا وحجك وهولاجو ، فنزلوا بالأغوار . وشنوا الغارات ونهبوا ، ووصلت غاراتهم إلى بلد القدس والخليل ، ودخلوا إلى غزة ، وقتلوا بجامعها خمسة عشر نفراً من المسلمين ، ثم رجعت هذه العساكر إلى دمشق ، وعادت إلى بلاد الشرق ، في ثاني شهر رجب ، واستصحبوا معهم أمين الدين شقير الحراني .
وعاد التتار بجملتهم في ثامن شهر رجب ، لما بلغهم اهتمام السلطان ، وخروج العساكر . ولم يفتح غازان شيئاً من القلاع الشامية ، بل امتنعت بجملتها ، اقتداء بقلعة

الصفحة 250