كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 251 """"""
دمشق . وتمسك نواب القلاع من تسليمها ، واعتذروا أنهم لا يمكنهم ذلك إلا بعد تسليم قلعة دمشق ، فسلمت القلاع بجملتها .
ثم توجه الأمير سيف الدين قبجاق والأمراء إلى خدمة السلطان الملك الناصر على ما نذكره .
ولما توجه قبجاق من دمشق ، دبّر أمر البلد الأمير علم الدين أرجواش . وأعيدت الخطبة بدمشق باسم السلطان في يوم الجمعة السابع عشر من شهر رجب . وكانت انقطعت من سابع شهر ربيع الآخر ، فانقطعت مائة يوم . وفي هذا اليوم أبطل ما كان جدد من المنكرات ، وأغلقت الخمارات ، وأريق ما فيها ، وكسرت المواعين ، وشقت الظروف . وتولى ذلك الشيخ تقي الدين بن تيمية وأصحابه .
هذا ما كان بدمشق ، فلنذكر ما اعتمده السلطان عند عوده .
ذكر ما اعتمده السلطان الملك الناصر عند عوده إلى الديار المصرية من الاهتمام بأمر الجيوش والعساكر
لما كان من أمر هذه الحادثة ما قدمناه ، رجع السلطان من مكان الوقعة إلى الديار المصرية . وتفرقت العساكر ، فأخذت كل فرقة طريقاً . وكان وصول السلطان إلى قلعة الجبل ، في يوم الأربعاء ، ثاني عشر شهر ربيع الآخر ولم يصحبه في هذه السفرة إلا بعض خواصه ، والأمير سيف الدين بكتمر الحسامي أمير آخور ، والأمير زين الدين قراجا ، في نفر يسير . وخدم الأمير سيف الدين بكتمر ، المشار إليهم ، السلطان في هذه السفرة أتم خدمة . فكان يركبه وينزله ويشده خيله ، ويشتري لها العليق ، ويسقيها ، إلى غير ذلك من أنواع الخدمة . ثم ترادفت الجيوش إلى الديار المصرية متفرقة . ووصل النواب بالممالك الشامية . وكان فيمن وصل الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري . فمشى في خدمة نائب السلطنة الأمير سيف الدين سلار ، وجلس بين يديه ، وكان يرمّل علامته إذا كتب . ووصلت العساكر ، وعدمت خيولهم وأقمشتهم وأموالهم ، وأثقالهم وأسلحتهم . فجرد السلطان الاهتمام ، وأخرج الأموال الكثيرة ، وأنفق في الجيوش ، ووسع عليهم ، وسلم إلى كل نائب من نواب الشام نفقة عسكره . فسلم إلى الأمير جمال الدين أقش الأفرم نفقة عسكر الشام ، والى الأمير سيف الدين بلبان الطباخي نفقة عسكر حلب ، والى الأمير سيف الدين كراي المنصوري نفقة عسكر صفد . وسلّم نفقة عسكر طرابلس

الصفحة 251