كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 252 """"""
إلى الأمير شرف الدين قيران الدواداري ، ثم إلى الأمير سيف الدين قطلبك . وكانت النفقة في الجيوش ذهباً . ورخص سعر الذهب بالديار المصرية ، حتى بلغ صرف الدينار سبعة عشر درهماً وارتفعت أسعار العدد والسلاح والأقمشة والدواب . ومع ذلك فلم تمض الأيام القلائل على العسكر ، حتى كملت عدتهم وخيولهم ، وجميع ما يحتاجون إليه من الأسلحة والأقمشة .
وجهّز السلطان إلى نواب الحصون بالشام أجمع القصاد بالملطفات يعلمهم ما هو عليه ، من الاهتمام وسرعة حركة ركابه ، ويحثهم على حفظ الحصون . فوصلت القُصّاد إليهم ، فامتثلوا ذلك ، وحفظوا الحصون ، وكافأهم على اهتمامهم بها وحفظها . ولما تكامل ما تحتاجه العساكر ، توجه السلطان بهم ، لقصد الشام .
ذكر توجه السلطان بالعساكر إلى جهة الشام ، ووصوله إلى منزلة الصالحية وإرسال الجيوش إلى دمشق والممالك الشامية ، وعود الأمراء إلى الخدمة السلطانية ورجوع السلطان إلى قلعة الجبل وما تقرر من أمر النواب
وفي تاسع شهر رجب ، من هذه السنة ، توجه السلطان بجميع العساكر والنواب إلى الشام ، لدفع التتار . فاتصل به عود التتار ومفارقتهم الشام ، فأقام بالصالحية ، وتوجه نائبه الأمير سيف الدين سلار ، وأستاذ داره الأمير ركن الدين بيبرس إلى الشام ، وصحبتهما سائر النواب والأمراء . ورحلوا من الصالحية في الثاني والعشرين من هذا الشهر . وكانت الملطفات قد سيرت إلى الأمراء سيف الدين قبجاق ، وسيف الدين بكتمر ، وفارس الدين البكي ، بالحضور إلى الخدمة السلطانية ، ومراجعة الطاعة ، واستدراك ما فرط ، فأجابوا بالسمع والطاعة . وبادروا بالحضور إلى الخدمة الشريفة السلطانية ، واجتمعوا بالامراء بمنزلة سكرير . وتوجهوا إلى خدمة السلطان ، وهو مقيم بمنزلة الصالحية ، وذلك في العاشر من شعبان . فركب السلطان وتلقاهم وأكرمهم وأحسن إليهم ، وعاد وهم في خدمته إلى قلعة الجبل . وكان وصوله إليها في رابع عشر

الصفحة 252