كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 254 """"""
وفوض شاد الدواوين بالشام ، إلى الأمير سيف الدين أقجبا المنصوري . وولى بر دمشق للأمير عز الدين أيبك التجيبي . وفوض حسبة دمشق لأمين الدين الرومي ، إمام المنصور لاجين .
وأقام سيف الدين سلار نائب السلطنة ، والأمير ركن الدين بيبرس بدمشق ، إلى أن استقرت أحوالها ، وترتبت وظائفها . ثم رجعا إلى الديار المصرية . وكان رحيلهما من دمشق بالجيوش المصرية المنصورة ، في يوم السبت ثامن شهر رمضان . ووصلا إلى خدمة السلطان بقلعة الجبل ، في يوم الثلاثاء ، ثالث شوال . ولما وصلا ، فوّض إلى الأمير سيف الدين قبجاق نيابة السلطنة بالشوبك . وأعطى الأمير سيف الدين بكتمر السلاح دار إمرة مائة فارس وتقدمة ألف ، بالديار المصرية ، والأمير فارس الدين البكي الساقي ، إمرة بدمشق . واستقرت الحال على ذلك .
ذكر ما اعتمده الأمير جمال الدين أقش نائب السلطنة بدمشق بعد عودة العساكر المصرية
لما عاد الأمير سيف الدين سلار والعساكر المصرية من دمشق ، وخلا وجه الأمير جمال الدين أقش الأفرم ، نائب السلطنة بالشام ، تتبع مَن أذى المسلمين عند التتار ، وتجاهر بذلك . فعامل كلاً منهم بما نذكره ، مما أدى إليه اجتهاده ، واقتضاه رأيه وتدبيره . فكحّل الحاج مندوبه ، وسمر الشريف القمي ، وابن العوني البرددار ، وابن خطلبشا المزي ، وحملهم على الجمال ، ثم أطلق ابن العوني ، بعد ثلاثة أيام . وشنق كاتب مسطبة الولاية بدمشق ، وابراهيم مؤذن بيت لِهْيا ، ورجلاً من اليهود . وقطع لسان ابن طاعن ، وقطع يد ورجل أحد من أمّرهم قبجاق ، فمات بعد ثلاثة أيام . وكحّل الشجاع همام ، فمات بعد ليلة .
ثم توجه في العشرين من شوال إلى جبال الكسروان والدرزية ، وقصد

الصفحة 254