كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 255 """"""
استئصال شأفتهم ، لما عاملوا به العساكر الإسلامية ، عند هزيمتها ، من السلب والأذى . فالتزموا برد ما أخذوه من أقمشة العسكر ، وحمل ما ترد عليهم ، وعاد إلى دمشق ، في يوم الأحد ثالث ذي القعدة من السنة .
وألزم أهل دمشق أرباب الحوانيت بتعليق الأسلحة في حوانيتهم ، وأمروا برماية النشاب ، ونودي بذلك . وحضرت رسالة قاضي القضاة بذلك إلى فقهاء المدارس . وعرض عوام البلد في الحادي والعشرين من القعدة ، فحضروا بالسلاح . وقدم على أهل كل سوق رجلاً منهم . ثم عرض السادة الأشراف ، في يوم الخميس رابع عشرين الشهر ، بالعدة الكاملة ، مع نقيبهم نظام الملك .
وفي هذه السنة ، كانت وفاة الأمير الطواشي حسام الدين جلال المغيثي الجلالي ، نسبة إلى الملك المغيث ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب . وكانت وفاته في تاسع شهر ربيع الآخر ، بمنزلة السوادة ، وحمل إلى قطيا ، ودفن بها . وكان قد مرض بدمشق ، فأعيد ، ولم يشهد الوقعة . وكان رحمله الله تعالى ديناً خيراً .
وفيها ، توفي القاضي علاء الدين أحمد ابن قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ابن خلف بن بدر العلائي . وكانت وفاته .
وصليت عليه فيمن صلى ، وكانت جنازته مشهودة ، ودفن بتربتهم بالقرافة رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأمير سيف الدين جاغان الحسامي بأرض البلقاء من الشام .
وفيها ، توفي الأمير علم الدين سنجر الدواداري بحصن الأكراد ، في ثالث شهر رجب وكان قد انصرف من الوقعة ، والتحق بحصن الأكراد ، فمات به ، رحمه الله تعالى . وفيها ، توفي والدي ، رحمه الله تعالى ، تاج الدين محمد عبد الوهاب ابن أبي عبد الله ، محمد بن عبد الدائم بن منجا بن علي البكري ، التيمي القرشي المعروف بالنويري . وقد تقدم ذكر باقي نسبه ، عند ذكر مولدي في سنة سبع وسبعين وستمائة .

الصفحة 255