كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 256 """"""
وكانت وفاته رحمه الله ، قبل أذان المغرب ، من يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وتسعين وستمائة ، بالمدرسة الصالحية النجمية ، بقاعة التدريس المالكية . وكان ابتداء مرضه ، في يوم الأربعاء ، الرابع عشر من الشهر . ومولده بمصر بالمدرسة المعروفة بمنازل العز سنة ثمان عشرة وستمائة . ومات رحمه الله تعالى ، ولم تفته صلاة . ولقد توضأ لصلاة العصر ، من يوم وفاته أربع مرات ، وكان به ذرب ، ثم صلى صلاة العصر جالساً . ومات قبل أذان المغرب من يومه . وكان آخر كلامه ، بعد أن دعا الله تعالى لي بخير ، التلفظ بالشهادتين . ثم قبض رحمه الله تعالى ، ودفن من الغد ، في يوم الجمعة الثالث من النار ، بتربة قاضي القضاة زين الدين المالكي ، بالقرافة ، رحمه الله تعالى وإيانا .
واستهلت سنة سبعمائة يوم الجمعة [ 700 ه 1300 / 1301 م ]
والسلطان الملك الناصر بقلعة الجبل ، ومدبرو الدولة ، ونواب المملكة من ذكرناهم .
ذكر جباية المقرر على أرباب الأملاك والأموال بالديار المصرية والشام
وفي هذه السنة ، في أولها قرر ناصر الدين محمد بن الشيخي ، أحد الأمراء بالديار المصرية ، ومتولي القاهرة ، أن يستخرج من أرباب العقارات والأموال مالاً سماه مقرر الخيالة ، وانتصب لاستخراج ذلك بدار العدل ، تحت قلعة الجبل . وأحضر أرباب الأموال والأملاك ، وقرر على كل منهم بحسب قدرته ، واستخرج من ذلك تقدير مائة ألف دينار . وتعدّى ضرره إلى سائر الناس ، حتى أراد أن يستخرج من العدول الجالسين بسوق الوراقين ، من كل عدل عشرين ديناراً ، ومن كل عاقد أربعين ديناراً .

الصفحة 256