كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
هذا ما كان من خبر هذه الواقعة .
ذكر فتوح قلعة قطيبا
وهذه القلعة كانت في الزمن الأول محسوبة في جملة قلعة آمد ، ثم صارت في يد ملك الروم ، وصارت في يد العدو المخذول من التتار ، وفيها نوابهم . وكانت مضرّة بقلعة كركر والثغور المجاورة لها ، وما كان يمكن أخذها بحصار ، فتلطف النواب ، واستمالوا من كان بها .
فلما كان في سنة اثنتين وثمانين وستمائة . خلت هذه القلعة من الغلال . فجرد السلطان إليها رجالة كركر ، فضايقوها . فسأل أهلها مراحم السلطان فأجيبوا إلى ملتمسهم . وتسلمها نواب السلطان ، وأحضروا إليها جماعة من الرجالة من قلعة البيرة وعين تاب والروندان . وجعل فيها ما يحتاج إليه من الغلال والسلاح والعدد . وصارت من حصون الإسلام المنيعة .
ذكر فتوح ثغر الكختا
وفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة أيضاً ، فتحت قلعة الكختا . وهي من أمنع الحصون وأعلاها وأتقنها بنية . فاجتهد السلطان في تحصيلها وإضافتها إلى الحصون الإسلامية . ووعد من بها المواعيد الجميلة . فأجابوا بالسمع والطاعة . وقتلوا النائب بها ، وهو الشجاع موسى . وراسلوا نائب السلطنة الشريفة بالمملكة الحلبية ، وبذلوا تسليم القلعة . فجهز إليهم الأمير جمال الدين الصرصري ، والأمير ركن الدين بيبرس السلاح

الصفحة 26