كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 262 """"""
ونرجو من الله ، أن يبادر بتكميلها وتتميمها . ولقد قيل إن الشريف مسعود بن المحسن المعروف بالبياضي ، رؤي في المنام بعد موته ، فقبل له ما فعل الله بك . قال : غفر لي بأبيات قلتها ، وكتبت بها إلى الراضي وهي :
يا ابن الخلائف من قريش والأؤلى . . . طهرت أصولهم من الأدناس
قلدت أمر المسلمين عدوهم . . . ما هكذا فعلت بنو العباس
حاشاك من قول الرعية أنه . . . ناس لقاء الله أو متناسي
ما العذر إن قالوا غدا هذا الذي . . . ولّى اليهود على رقاب الناس
أتقول كانوا وفّروا أموالهم . . . فبيوتهم قفر بلا آساس
لا تذكرن إحصاءهم ما وفّروا . . . ظلماً وتنسى مُحصيَ الأنفاس
وخَف القضاء غداً إذا وافيت ما . . . كسبت يداك اليوم بالقسطاس
في موقف ما فيه إلا شاخص . . . أو مهطع أو مُقنع للراس
أعضاؤهم فيه الشهود وسحتهم . . . نار وخازنهم شديد الباس
إن عطل اليوم الديون مع الغنى . . . فغداً يؤديها مع الإفلاس
لا تعتذر عن صرفهم بتعذر الم . . . تصرفين الحُذَّق الأكياس
ما كنت تفعل بعدهم لو أهلكوا . . . فافعل وعدَّ القوم في الأرماس ثم قال المصنف محمد بن عبد الرحمن : قرأت أن النصيحة من الدين . وقرأت : " وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " . ثم ذكر ما ورد في كتاب الله تعالى من التحذير ، فبدأ بقوله تعالى : " ما يودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم " وقوله تعالى : " ود كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق " وقوله تعالى : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملتهم قُل إن هُدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير " .

الصفحة 262