كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 267 """"""
الله بن عبد الظاهر . وأعاد السلطان رسله ، من غير أن تصحبهم رسولاً ، بل استحضرهم بمنزلة الصالحية ، وأنعم عليهم وجهزهم ، فتوجهوا في سنة إحدى وسبعمائة .
ونسخة الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم ، بقوة الله تعالى ، وميامين الملة المحمدية .
أما بعد حمد الله ، الذي جعلنا من السابقين الأولين ، الهادين المهتدين ، التابعين لسنة سيد المرسلين ، بإحسان إلى يوم الدين . والصلاة على سيدنا محمد والسلام على آله وصحبه الذين فضل الله من سبق منهم إلى الإيمان في كتابه المكنون . فقال سبحانه وتعالى : " والسابقون السابقون أولئك المقربون " بإقبال دولة السلطان الملك الناصر .
كلام محمد بن قلاوون : ليعلم السلطان المعظم ، محمود غازان ، أن كتابه ورد ، فقابلناه بما يليق بمثلنا لمثله من الإكرام . ورعينا له حق القصد ، فتلقيناه منا بسلام . وتأملناه تأمل المتفهم لدقائقه ، المستكشف عن حقائقه . فألفيناه قد تضمن مؤاخذت بأمور ، هم بالمؤاخذة عليها أحرى ، معتذراً في التعدي بما جعله ذنوباً لبعض ، طالب بها الكل . والله تعالى يقول : " ولا تزرُ وازرةٌ وزر أخرى " .
أما حديث إغارة من أغار على ماردين من رجّالة بلادنا المتطرفة ، وما نسبوه إليهم من الإقدام على الأمور البديعة والآثام الشنيعة ، وقولهم : إنهم أنفوا من تهجمهم ، وغاروا من تقحمهم ، واقتضت الحمية ركوبهم في مقابلة ذلك ، فقد تلمّحنا هذه الصورة التي أقاموها عذراً في العدوان ، وجعلوها سبباً إلى ما ارتكبوه من طغيان . والجواب عن ذلك أن الغارات من الطرفين ، لم يحصل من المهادنة والموادعة ، ما يكف يدها الممتدة ، ولا يفتر هممها المستعدة . وقد كان آباؤكم وأجدادكم على ما عملتم من الكفر والشقاق ، وعدم المصافاة للإسلام والوفاق . ولم يزل ملك ماردين ورعيته منفذين ما يصدر من الأذى للبلاد والعباد عنهم ، متولين كبر مكرهم ، والله تعالى

الصفحة 267