كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 27 """"""
دار ، والأمير شمس الدين أقش الشمسي العينتابي ، ومن معهم . فتسلموا الحصن ، وحلّفوا من به للسلطان ولولده الملك الصالح ، وألبسوهم التشاريف ، ثم جهزوا من كان بها ، طائفة بعد أخرى إلى الأبواب الشريفة السلطانية . فأحسن السلطان إليهم ، وأقطع منهم من يستحق الإقطاع ، وجهزت إليهم الزردخانات ، وآلات الحصار ، واستقرت في جملة الحصون الإسلامية . وصارت هذه القلعة شجى في حلق الأرمن ، وحصل الاستظهار بها على الغارات .
ذكر الإغارة على بلاد سيس
وفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة أيضاً ، كتب السلطان إلى نائب السلطنة بالمملكة الحلبية ، أن يوجه من يغير على بلاد سيس ، بسبب ما كان الأرمن اعتمدوه ، من إحراق جامع حلب ، لما جاءوا صحبة التتار . وجرد السلطان عسكراً من الديار المصرية ، ومن عسكر الشام لذلك . فتوجهوا وأغاروا ، ووصلوا إلى مدينة أياس ، فقتلوا من أهلها جماعة ، ونهبوا وخربوا . فلما عادوا ووصلوا إلى باب اسكندرونه ، أتاهم عسكر الأرمن فاقتتلوا . فانهزم الأرمن ، وتبعهم العسكر إلى تل حمدون ، واقتلعوا جماعة من خيلاتهم ، وعاد العسكر الإسلامي بالظفر والغنيمة .
ذكر فتوح حصن المرقب
وفي سنة أربع وثمانين وستمائة ، توجه السلطان الملك المنصور إلى المرقب ، ونازله في أوائل شهر ربيع الأول . وذلك أن أهله فعلوا ما يوجب نقض الهدنة ، التي كانت حصلت بينهم وبين السلطان ، على ما نذكرها في حوادث السنين ، ولم يتفقوا عند شروطها . فحاصر السلطان الحصن ، وعملت النقوب ، وأشرفت الفرنج على أنه يفتح عنوة . فطلبوا الأمان ، وسلموا الحصن . فتسلمه السلطان ، وذلك في الساعة الثامنة من نهار الجمعة سابع عشر شهر ربيع الأول . وكان هذا الحصن لبيت الاسبتار ، وجهز أهله إلى طرابلس .

الصفحة 27