كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 28 """"""
ذكر غزوتي النوبة الأولى والثانية
كانت الغزوة الأولى في سنة ست وثمانين وستمائة . وذلك أن السلطان الملك المنصور ، جهز الأمير علم الدين سنجر المسروري ، المعروف بالخياط ، متولي القاهرة والأمير عز الدين الكوراني ، وجماعة من أجناد الولايات ، بالوجه القبلي والقراغلامية . وجرد الأمير عز الدين أيدمر السيفي ، السلاح دار ، متولي الأعمال القوصية ، بعدته ومن عنده من المماليك السلطانية ، المركزين بالأعمال القوصية ، وأجناد مركز قوص ، وعربان الإقليم وهم : أولاد أبي بكر ، وأولاد عمر ، وأولاد شريف ، وأولاد شيبان ، وأولاد الكنز ، وجماعة من العربان الريسية وبني هلال . فتوجه الأمير علم الدين الخياط بنصف الجيش من البر الغربي . وتوجه الأمير عز الدين أيدمر بالنصف الثاني من البر الشرقي ، وهو الجانب الذي فيه مدينة دنقلة . وكان متملك النوبة في ذلك الوقت اسمه سمامون ، وكان ذا دهاء ومكر وبأس ، بالنسبة إلى أمثاله . فلما وصل الجيش إلى أطراف البلاد ، أخلا سمامون البلاد ، وأرسل إلى نائبه بجزائر ميكائيل وعمل الدّو ، وهو جُرَيس - ويسمى من يتولى هذه الولاية ، عند النوبة ، صاحب الجبل - فأمره بإخلاء البلاد التي تحت يده أمام الجيش . فكانوا يرحلون أمام الجيش منزلة بمنزلة ، إلى أن انتهوا إلى متملك النوبة بدنقلة . فأقام بها إلى حيث وصل