كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 29 """"""
الأمير عز الدين ومن معه ، فالتقوا واقتتلوا ، فانهزم سمامون ، وقتل من أصحابه خلق كثير . واستشهد من المسلمين أناس قلائل .
ولما انهزم سمامون ، تبعه الجيش إلى ميسرة خمسة عشر يوماً من دنقلة ، فأدركوا جُريس ، فأخذوه ، وأخذوا ابن خاله متملك النوبة ، وهو من أعيان أصحابه ، وممن يرجع إليه الملك . فرتب الأمير عز الدين ، ابن أخت الملك ملكاً ، وربت جريس في النيابة عنه ، وجرد معهما جماعة من العسكر ، وقدر عليهما قطيعة ، يحملونها إلى الأبواب السلطانية في كل سنة . وعاد الجيش بعد أن غنموا غنائم كثيرة من الرقيق ، والخيل ، والجمال ، والأبقار ، والأكسية .
ولما فارق الجيش النوبة وعاد ، وتحقق سمامون عودهم ، رجع إلى دنقلة ، وقاتل من بها ، وهزمهم واستعاد البلاد . فحضر الملك المستجد وجريس ، ومن كان معهما من العسكر المجرد ، إلى الأبواب السلطانية ، وأنهوا ما اتفق من سمامون . فغضب السلطان لذلك ، وجرد جيشاً كثيفاً .
ذكر تجريد الجيش في المرتبة الثانية إلى النوبة
قال : وجرد السلطان الأمير عز الدين أيبك الأفرم ، أمير جاندار إلى النوبة ، وصحبته من الأمراء ، الأمير سيف الدين قبجق المنصوري ، والأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار ، والأمير عز الدين أيدمر ، متولي الأعمال القوصية . وجرد أيضاً من أطلاب الأمراء ، من نذكر : طُلْب الأمير زين الدين كتبغا المنصوري ، وطُلْب الأمير بدر الدين بيدرا ، وطُلب الأمير سيف الدين بهادر ، رأس نوبة الجمدارية ، وطُلب الأمير علاء الدين الطيبرس ، وطُلب الأمير شمس الدين سنقر الطويل . وسار أجناد المراكز بالوجه القبلي ، ونواب الولاة من العربان بالديار المصرية ، من الوجهين القبلي والبحري ، وعدتهم أربعون ألف راجل . وجهز معهم متملك النوبة ، ونائبه جريس .
وكان توجه الجيش من الأبواب السلطانية ، في يوم الثلاثاء ، ثا من شوال ، سنة ثمان وثمانين . وصحب هذا الجيش من الحراريق والمراكب الكبار والصغار ، لحمل الأذواد ، والزردخاناة والأثقال ، ما يزيد على خمسمائة مركب .

الصفحة 29