كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 32 """"""
الفجر حتى ركب معه جميع العسكر النوبي . فزحف بهم على دار الملك ، وقبض على الملك . وأرسل إلى ركن الدين بيبرس العزي . أن يتوجه إلى مخدومه ، بحيث لا يلتقيان . فتوجه ركن الدين ، ومن معه إلى قوص . واستقر الملك سمامون بدنقلة . وأخذ الملك الذي ملّكه العسكر ، فعراه من ثيابه ، وذبح ثوراً ، وقدّ جلده سيوراً ، ولفّها عليها طريّة ، وأقمه مع خشبة . فيبست عليه تلك السيور فمات . وقُتل جريس أيضاً .
وكتب سمامون إلى السلطان الملك المنصور يستعطفه ويسأله الصفح عنه . والتزم أن يقوم بالبقط المقرر في كل سنة ، وزيادة عليه . وأرسل من الرقيق والتقادم عدة كثيرة ، فوصل ذلك في أواخر الدولة المنصورية . وحصل اشتغال السلطان بما هو أهم من النوبة . فاستقر سمامون بالنوبة إلى أيام العادلية الزيتية كتبغا ، وكان من أمره ، ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر فتوح طرابلس الشام
كان فتح طرابلس ، في الساعة السابعة ، في يوم الثلاثاء الرابع من شهر ربيع الآخر ، سنة ثمان وثمانين وستمائة ، عنوة . وذلك أن السلطان الملك المنصور توجه إلى الشام ، في شهر المحرم من هذه السنة ، وعزم على غزو طرابلس . لأن أهلها كانوا قد نقضوا قواعد الصلح ، ونكثوا أسباب الهدنة . فكتب السلطان إلى النواب بالممالك الشامية ، والحصون الإسلامية ، بتجهيز الجيوش إليها ، وإنقاذ المجانيق وآلات الحصار . ووصل السلطان إلى دمشق ، بعساكر الديار المصرية ، في يوم الإثنين ثالث عشر

الصفحة 32