كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 33 """"""
صفر من هذه السنة . وتوجه منها في العشرين من الشهر ، ونازل طرابلس بالجيوش وحاصرها . ووالى الزحف والحصار والرمي بالمجانيق . وعملت النقوب ، فنقبت الأسوار ، وافتتحت عنوة في التاريخ المذكور . وكانت مدة المقام عليها ، أربعة وثلاثين يوماً . وكانت عدة المجانيق التي نصبت عليها ، تسعة عشر منجنيقاً ، وهي فرنجية ستة ، وقرابغا ثلاثة عشر . وعدة الحجارين والزراقين ألف وخمسمائة نفر .
ولما فتحت المدينة ، فرت طائفة من الفرنج إلى جزيرة تعرف بجزيرة النخلة ، حيال طرابلس في البحر ، لا يتوصل إليها إلا في المراكب . فكان من السعادة الأزلية للمسلمين ، أن البحر زجر وانطرد عن طرابلس فظهرت للناس المخائض . فعبر الفارس والراجل إلى هذه الجزيرة ، وأسروا وقتلوا من فيها ، وغنموا ما كان معهم . وكان جماعة من الفرنج قد ركبوا في مركب وتوجهوا ، فألقتهم الريح إلى الساحل ، فأخذهم الغلمان والأوشاقية . وقتل منهم خلق كثير وغنم المسلمون غنائم كثيرة .
وكان السلطان أمر بإبقاء المدينة ، وإنزال الجيش بها . فأشير عليه أن هدمها أولى من بقائها ، فأمر بهدمها فهدمت . وكان عرض سورها بمقدار ما يسوق عليه ثلاثة فرسان بالخيل . ووصل إلى الزردخاناة السلطانية من الأسرى ، ألف أسير ومائتا أسير .

الصفحة 33