كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
للخدمة . وقد أمرنا بإرسالها إليه ، وأرسلوا إليه من حطب المشمش ما يصنع منه عيدان للملاهي . فعند ذلك آيسوا من نصره ، وضعفت قواهم ، وخارت نفوسهم وذلوا ، وملكها الفرنج في التاريخ المذكور . وكانت مدة الحصار سبع سنين وأربعة أشهر .
ولما ملكها السرداني ، تحكم فيه واستقل بملكها . فبينما هو كذلك ، وإذا بمركب قد وصل إليها ، وفيه صبي ادعى أنه ولد الملك صنجيل ، واسمه تبران ، ومعه مشايخ من أصحاب والده ، يخدمونه ويدبرون أمره . فطلعوا إلى السرداني ، وقالوا له هذا ولد صنجيل ، وهو يريد تسليم مدينة والده التي فتحها عسكره . فأنكر السرداني ذلك ، وقام ورفس الصبي وأخرجه . فأخذه أصحابه ، وجعلوا يطوفون به على الفرسان ، فرحموه ، وتذكروا أيمانهم لأبيه ، وقالوا : إذا كان نهار الغد ، ونحن عنده ، فاحضروا وتحدثوا معه ، ففعلوا . وتحدث الصبي ابن صنجيل ، فصاح به السرداني ، فقام الفرسان كلهم على السرداني ، وأخرجوه من المملكة ، وسلموها إلى الصبي ابن صنجيل . فأقام ملكاً حتى قتله بزواج ، وذلك في يوم الأحد ، لأربع خلون من شهر رجب ، سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة . وقتل أكثر أصحابه ، وأسر بطرس الأعور . واستخلف في طرابلس ولد القومص بدران ، فأسره أتابك زنكي ، لما كان في صحبة متملك القدس فلك بن فلك . وذلك بالقرب من قلعة بعرين ، فطلع الملك وجماعة معه إلى قلعة بعرين ، فحاصرهم زنكي وضايقهم ، فصالحه الملك على تسليم حصن بعرين ، واستخلص القومص صاحب طرابلس وجميع الأسرى . وعاد القومص إلى طرابلس ، وأقام حتى وثب عليه الإسماعيلية ، فقتلوه . فتولى بعده ريمند ، وهو صبي ، وحضر الحرب مع

الصفحة 38