كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 4 """"""
وكان السلطان الملك المنصور هذا ، في جملة البحرية الذين خرجوا من الديار المصرية ، بعد مقتل الأمير فارس الدين أقطاي . ثم تنقلت به الحال إلى هذه الغاية . ملك الديار المصرية والبلاد الشامية ، وما مع ذلك . وجلس على تخت السلطنة ، بقلعة الجبل ، في يوم الأحد ، العشرين من شهر رجب الفرد ، سنة ثمان وسبعين وستمائة . واستحلف الأمراء والمقدمين ، ومن جرت العادة باستحلافه . وخُطِب له على المنابر ، وكتب إلى دمشق ، والى سائر الممالك يخبرهم بذلك . فوصل البريد إلى دمشق في الثامن والعشرين من الشهر . وساق بعض مماليك الملك المنصور من باب الإسطبل السلطاني ، بظاهر قلعة الجبل إلى دمشق ، في يومين وسبع ساعات . وحلف الناس له بالشام . وخطب له على منابر دمشق ، في يوم الجمعة ثاني شعبان .
وكان من أول ما اعتمده السلطان عند جلوسه على تخت السلطنة ، أنه أمر بإبطال زكاء الدولية ، بالديار المصرية ، وكانت قد أجحفت بالرعية . وأفرج عن الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي ، ورتبه في نهاية السلطنة . فتولاها مدة يسيرة ، ثم استعفى

الصفحة 4