كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 43 """"""
ومعهم تقليد للأمير حسام الدين لاجين الصغير المنصوري ، بنيابة السلطنة بالشام ، وتقليد للأمير بدر الدين بكتوت العلائي ، بشد الدواوين ، وتقليد للصاحب تقي الدين توبة التكريتي بوزارة الشام ، ولكل منهم تشريف ، وتشريف لصاحب حماه .
فلما كان في يوم الخميس ، ثاني عشر الشهر ، اجتمع سائر الأمراء بالميدان الأخضر . ولبس الأمير حسام الدين لاجين تشريف النيابة ، ولبس الأمير بدر الدين بكتوت تشريف الشد . وركب الأمير علم الدين الحلبي ، والأمير عز الدين الأفرم ، والأمير بدر الدين بيليك الأيدمري ، وسائر الأمراء والعساكر المصرية والشامية ، وساقوا كلهم في خدمة الأمير حسام الدين . فلما انتهوا إلى باب سر القلعة ، ترجلوا بأجمعهم ، وقبّل الأمير حسام الدين عتبة باب السر ، ثلاث مرات . ثم تقدم الأمير علم الدين الحلبي ، والأمير عز الدين الأفرم ليعضداه حتى يركب ، ويمشيان في خدمته ، إلى دار السعادة . فسلك سبيل الأدب معهما ، وامتنع من الركوب ، واستمر ماشياً ، والأمير علم الدين عن يمينه ، والأمير عز الدين الأفرم عن يساره ، وبقية الأمراء والعساكر ، بين يديه ، وكذلك القضاة والأعيان والأكابر . ولم يزل ماشياً ، إلى أن دخل دار السعادة ، وجلس بها في رتبة النيابة ، وقرئ تقليده . ثم خلع في هذا النهار ، بعد الظهر ، على الصاحب تقي الدين توبة ، وأعطى دواة الوزارة بالشام .
ذكر عزل قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان عن القضاء بدمشق وإعادته ، وما اتفق في هذه السنة الحادثة
كان السلطان الملك المنصور ، قد رسم بشنق قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان لأنه بلغه أنه أفتى الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، بجواز قتال السلطان . فلما ورد كتاب السلطان بأمان أهل دمشق ، قرئ بحضور القاضي شمس الدين . فقال الأمير علم الدين الحلبي : هذا كتاب أمان لمن سمعه ، وقد سمعه القاضي ، فهو آمن . ثم عزله في حادي عشر صفر ، وفوض القضاء لقاضي القضاة نجم الدين ابن قاضي القضاة صدر الدين سني الدولة . وكان ابن خلكان بالمدرسة العادلية ، فطالبه القاضي نجم الدين بإخلاء مسكنها ليسكن فيه ، وكرر عليه الطلب . وكان ابن سني الدولة ، قد أرسل الى