كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 44 """"""
حلب ، لإحضار أهله . فاتفق وصولهم إلى ظاهر دمشق ، في يوم الأربعاء تاسع عشر شهر ربيع الأول . فخرج لتلقيهم ، ورسم على القاضي شمس الدين بن خلكان ، إلى أن ينتقل من المدرسة ، وضيق عليه ، وبقي في شدة بسهب ذلك . وسئل ابن سني الدولة ، أن يمهل عليه أياماً ، إلى أن ينتقل إلى مكان آخر ، فامتنع وشدد في ذلك ، وصمم عليه . وبقي القاضي شمس الدين في الترسيم ، إلى الرابعة من النهار المذكور ، وهو يجمع كتبه ، ويعبّي قماشه للنقلة ، ونقل بعضه . فبينما هو كذلك ، وإذا بجماعة من الجاندارية حضروا في طلبه ، فظن أن ذلك بسبب خلو المكان فأراهم أنه يهم في النقلة . فقالوا له ، إنك لم تُطلب لذلك ، وإنما قد حضر بريدية من باب السلطان ، فطلبت لذلك . وظن أن الطلب لأمر ، هو أشد من النقلة . وخاف ، وتوجه إلى نائب السلطنة . فإذا كتاب السلطان قد ورد ، وهو ينكر ولاية ابن سني الدولة القضاء وهو أطروش . ويقول نحن بيننا وبين القاضي شمس الدين معرفة ، من الأيام الصالحية . وسيّر إليه تقليداً بالقضاء على عادته . فرجع إلى المدرسة قاضياً واستقر بها . وعدّت هذه الواقعة من الفرج بعد الشدة . ويقال إن ابن سني الدولة كان قد أعطى الحلبي على ولايته القضاء ألف دينار ، والله أعلم .
ذكر إعادة الصاحب برهان الدين السنجاري إلى الوزارة وعزله
وفي هذه السنة ، في أواخر جمادى الآخرة ، أعيد الصاحب برهان الدين الخضر السنجاري إلى الوزارة ، وعزل الصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان ، فعاد إلى ديوان الإنشاء . وكتب من جملة الكتاب ، وتصرف عن أمر صاحب الديوان . وولي الصاحب برهان الدين الوزارة ، واستمر إلى أن عزل وقبض عليه ، وعلى ولده وألزامه ، في شهر ربيع الأول سنة ثمانين وستمائة . واعتقل إلى يوم عرفة من السنة ، فأفرج عنه في اليوم المذكور ولزم داره .
وفيها ، جرد السلطان ، الأمير عز الدين أيبك الأفرم لحصار شيزر ، وبها

الصفحة 44