كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 46 """"""
عزم على التوجه للقاء التتار . وركب الملك الصالح بالقاهرة بشعار السلطنة ، وخطب له على سائر المنابر بعد والده . وكُتب تقليده بذلك ، وهو من إنشاء المولى محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر وبخطه ، أجاد فيه وأبلغ ، تركنا إيراه اختصاراً .
وفيها ، في شهر رمضان ، عزل السلطان القاضي صدر الدين عمر ابن قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعز ، عن القضاء بالديار المصرية . وكان قد سلك في ولايته ، طريق الخير والصلاح والصلابة ، وتحرى الحق والعدل في أحكامه . ثم مات رحمه الله تعالى ، في عاشر المحرم سنة ثمانين وستمائة . ولما عزل ، أعيد قاضي القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين إلى القضاء بالديار المصرية .
ذكر توجه السلطان إلى غزة ، وعوده إلى الديار المصرية
وفي هذه السنة ، توجه السلطان إلى الشام ، وصحبته العساكر الإسلامية ، لدفع التتار ، فوصل إلى غزة . وكان التتار قد وصلوا إلى عين تاب وبغراس والدربساك ، وتقدموا إلى حلب ، فوجدوها خالية ، وقد جفل العسكر وأهلها منها ، فأحرقوها وذلك في العشر الأوسط من جمادى الآخرة . ولما بلغهم اهتمام السلطان وخروجه ، تفرقوا إلى مشاتيهم . وعاد السلطان إلى الديار المصرية ، لاستحقاق الربيع .