كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 48 """"""
المشهور ، مولده بمصر ، سنة إحدى وستمائة . سمع أبا الفضل أحمد بن محمد الحباب ، وروى وسمع من غيره . وكان أديباً فاضلاً ، جيد البديهة حلو المجون ، حسن المحاضرة ، كثير النادرة ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأمير سيف الدين أبو بكر ، المعروف بابن اسباسلار ، متولي مصر . وكان قد سمن ، وأفرط به السمن ، حتى منعه الأطباء من الرقاد على فرش وطيء ، ومن النوم إلا إغفاء ، وقالوا إنه متى استغرق في النوم مات . فكان كذلك إلى أن مات . وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر ، ودفن بتربته بالقرافة . وله في ولايته بمصر أخبار كثيرة مشهورة من المصريين ، سامحه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأمير نور الدين علي بن عمر الطوري . كان من أبطال المسلمين وشجعانهم وفرسانهم . وله صيت عظيم عند الفرنج ، ومعرفة بالبلاد الساحلية ومرابطة وآثار جميلة ، ومواقف محمودة . وكان ممن جمع الله له ، بين قوة البدن والقلب . كان يقاتل بلتّ حديد ، لا يستطيع الشباب حمله ، ولازم المرابطة ببلاد الساحل ، في وجه العدو سنين كثيرة . وكان كريماً ديّناً ، وتنقل في الولايات بالشام . وكان محترماً في الدول ، مكرماً عند الملوك ، يعرفون قدره ، وحضر المصاف الكائن بين عسكر مصر وسنقر الأشقر ، فجرح ووقع تحت حوافر الخيل . ومات في أواخر صفر أو أوائل شهر ربيع الأول ، بجبل الصالحية وقد ناف على تسعين سنة ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة ثمانين وستمائة [ 680 ه 1281 م ]
ذكر ما تقرر من المهادنات مع الفرنج وبيت الاسبتار
في هذه السنة ، وصل إلى السلطان ، وهو بمنزلة الروحاء ، رسل الفرنج يسألون تقرير الهدنة ، والزيادة على الهدنة الظاهرية . ومازالوا يترددون إلى أن تقررت الهدنة ، بين السلطان وولده معاً ، ومع مقدم بيت الاسبتار ، وجميع الإخوة الاسبتارية ،

الصفحة 48