كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
منها فأعفاه ، وفوض نيابة السلطنة بعده ، لمملوكه الأمير حسان الدين طرنطاي ، وذلك في يوم السبت الثالث والعشرين من شهر رمضان من السنة . وأقر الصاحب برهان الدين السنجاري على الوزارة ، ورتب مملوكه الأمير علم الدين سنجر الشجاعي في شد الدولة .
وكان أول ركوب السلطان الملك المنصور بشعار السلطنة ، في يوم السبت الثالث من شعبان . وكتب إلى الأمير شمس الدين سنقر الأشقر بركوبه ، والكتاب بخط القاضي تاج الدين بن الأثير ، جاء منه : ولازالت أيامه بمحابّها تهنى ، وترى من النصر ما كانت تتمنى ، وتتأمل آثارها فتملأها حسنا . وتشاهد من أماير الظفر ما يوسع على العباد أمنا . ويستزيد الحمد على ما وهب من الملك ، الذي أولى كُلاً منّا منّا .
المملوك يهدي من لطيف أنبائه ، ووظائف دعائه ، وما استقر من عوارف الله لديه ، وما حباه به من النعم ، التي ملأت يديه ، ما يستروح بنسيمه ؛ ويستفتح لسان الحمد بتقديمه ، وتزداد به مسرة نفسه وابتهاجها ، وتزدان عقود السعود ، وإنما يزين اللآلئ في العقود ازدواجها ، وتقوى به قوى العزائم ، وتمثله الأعداء في أفكارها ، فتكاد تجر ذيول

الصفحة 5