كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 52 """"""
ذكر حادثة الأمير سيف الدين كوندك ومن معه ، والقبض عليه
وفي هذه السنة ، بلغ السلطان وهو بمنزلة الروحاء ، أن الأمير سيف الدين كوندك وجماعة من الأمراء الظاهرية ، قد توافقوا على الغدر به . ووصلت إلى السلطان كتب المناصحين من عكا يقولون له احترز على نفسك ، فإن عندك جماعة من الأمراء قد اتفقوا على قتلك ، وكاتبوا الفرنج ، وقالوا لهم لا تصالحوا فالأمر لا يبطئ . وعزم كونداك ومن معه ، أن يهجموا بالليل على السلطان في الدهليز ويغتالونه . ووافقهم جماعة من الظاهرية الجوانية . فاحترز السلطان ورحل من الروحاء . وتقدم وتلاطف الأمر ، حتى اجتمع الأمراء عنده بحمرة بيسان ، فوبخ كوندك ومن معه ، وذكر لهم ما اعتمدوه من مكاتبة الفرنج فاعترفوا بذلك ، وقرّوا به . وسألوه العفو . فأمر السلطان بالقبض عليهم ، فقبض على كوندك وايدعمش الحكيمي وبيبرس الرشيدي ، وساطلمش السلاح دار الظاهري في الدهليز ، وأمر السلطان بإعدامهم . وسير إلى الخيام فأمسك من كان قد وافقهم من الأمراء البرانيين والمماليك الجوانية ، وكانوا ثلاثة وثلاثين نفراً ، وخاف جماعة فهربوا ، فساق العسكر خلفهم . فأحضر بعضهم من جبال بعلبك ، وبعضهم من ناحية صرخد . وأخذ كوتدك الأمير حسام الدين طرنطاي نائب السلطنة ومضى به إلى بحيرة طبرية وضرب عنقه ثم غرقهبها هو والبقية