كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 53 """"""
وفيها ، هرب الأمير سيف الدين أينمش السعدي . وسيف الدين بلبان الهاروني ، وجماعة من البحرية الظاهرية . والتتار الوافدية ، يقال كانوا نحو ثلثمائة فارس . وتوجهوا إلى صهيون ، ولحقوا بالأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، وذلك قبل انتظام الصلح الذي قدمناه . وجرد السلطان خلفهم ، الأمير بدر الدين بكتاش الفخري ، والأمير ركن الدين بيبرس طقصوا وجماعتهم فلم يدركوهم .
ورحل السلطان إلى دمشق ، وكان وصوله إليها في يوم السبت العشرين من المحرم ، وهو أول دخوله إليها . وكان من انتظام الصلح بين السلطان والأمير شمس الدين سنقر الأشقر والملك المسعود ما قدمناه . وكانت الوقعة مع التتار على حمص ، وقد تقدم ذكرها في الغزوات .
وفي هذه السنة ، في يوم الإثنين الثامن والعشرين من المحرم ، والسلطان بدمشق ، فوّض السلطان قضاء القضاة بدمشق ، على مذهب الإمام الشافعي ، لقاضي القضاة عز الدين بن الصائغ ، وعزل القاضي شمس الدين أحمد ابن خلكان . وفوّض أيضاً قضاء الحنابلة بدمشق للقاضي نجم الدين أحمد الشيخ شمس الدين عبد الرحمن الحنبلي . وكان القضاء على مذهب أحمد ، وقد شغر ، منذ عزل الشيخ شمس الدين نفسه من القضاء ، وتوجه إلى الحجاز ،

الصفحة 53