كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 54 """"""
في سنة ثمان وسبعين وستمائة ، ففوضه السلطان الآن لولده المذكور ، بإشارة والده وخلع على القاضيين ، واشترط القاضي عز الدين شروطاً ، أجيب إليها .
وفيها ، في العشر الأوسط من شهر ربيع الأول ، دارت الجهة المفردة بدمشق وأعمالها وضمنت . فقيل إنها ضمنت في كل سنة بسبعمائة ألف درهم . ثم تزايد فيها الضمان حتى بلغت ألفي ألف درهم في كل سنة . فلما كان في يوم الأحد ، الخامس والعشرين من الشهر ، خرج مرسوم السلطان بإراقة الخمور وإبطال هذه الجهة الخبيثة فبطل ذلك ولله الحمد .
وفيها ، في شعبان ، فوض السلطان شاد الدواوين بالشام ، للأمير علم الدين سنجر الدواداري وفوض نظر النظار للقاضي تاج الدين عبد الرحمن بن الشيرازي .
وفي هذه السنة ، وصلت رسل الملك المظفر يوسف بن عمر ، صاحب اليمن إلى السلطان بالهدايا والتحف . وكان من جملة سؤال صاحب اليمن أن يرسل السلطان إليه قميص أمان ، ويكتب عليه هو وابنه الملك الصالح ، فأجابه السلطان إلى ذلك . وجهّز له هدايا وتحفاً وقطعة زمرد وخيلاً من خيل التتار الأكاديش ، وشيئاً من عددهم .