كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 55 """"""
وفيها ، في شهر رمضان ، قبض الملك على الأمير ركن الدين أياجي الحاجب . وفي ذي القعدة ، قبض على الأمير سيف الدين أيتمش السعدي ، وجماعة من الأمراء ، وقبض بدمشق على الأمير سيف الدين بلبان الهاروني ، وسنقر الكردي وغيرهم . وكان أيتمش والهاروني ، قد عادا إلى الخدمة من جهة سنقر الأشقر بعد المصاف ، كما تقدم ذكر ذلك .
وفيها ، رسم السلطان بإبطال زكاة الدولبة ، والزكاوات المقررة بالديار المصرية . وكان الناس يجدون مشقة كبيرة لذلك ، لأن المال كان ينفد والزكاة باقية ، وإذا مات الرجل طولب ورثته بالزكاة المقررة عليه .
ذكر وفاة قاضي القضاة تقي الدين رزين ، وولاية القاضي وجيه الدين واستعفائه من قضاء القاهرة ، وولاية القاضي شهاب الدين الخويي
وفي هذه السنة ، في ليلة الأحد ثالث شهر رجب ، كانت وفاة قاضي القضاة ، تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن رزين بن موسى بن عيسى ، ابن موسى بن نصر الله بن هبة الله العامري الشافعي ، ودفن بالقرافة . ومولده في يوم الثلاثاء ، ثالث شعبان سنة ثلاث وستمائة بحماه ، رحمه الله تعالى . وفضائله وعلومه مشهورة ، وسماعاته عالية . ولما مات ، فوّض السلطان قضاء القضاة بالديار المصرية ، للقاضي وجيه الدين عبد الوهاب بن حسين البهنسي المهلبي ، في سلخ شعبان ، فولي ذلك إلى آخر جمادى الآخرة ، سنة إحدى وثمانين وستمائة . ثم استفي من قضاء القاهرة والوجه