كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
رشيق الربعي المالكي الفقيه ، شيخ مشايخنا . ودفن بالقرافة ، وكانت جنازته مشهودة . ومولده يوم الأحد ، العشرين من شهر رجب ، سنة خمس وتسعين وخمسمائة بمصر ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأمير بهاء الدين ابن الأمير حسام الدين بيجار ، وكان من أعيان الأمراء وأكابرهم . وكان وفاته بغزة ، وهو منصرف إلى الديار المصرية في رابع عشر شعبان ، وهو في عشر السبعين تقريباً ، ووالده الأمير حسام الدين البايبرتي باق ، وقد كف بصره .
وفيها ، توفي الأمير شمس الدين سنقر الألفي . وهو الذي ولي نيابة السلطنة بالديار المصرية ، بعد الأمير شمس الدين أقسنقر الفارقاني كما تقدم . وكانت وفاته في معتقله بثغر الاسكندرية ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأمير نور الدين أحمد ، ويدعى رباله ، ابن الملك الظاهر على ابن الملك العزيز محمد ، ابن الملك الظاهر غياث الدين غازي ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب . وأمه زوجة الأمير بدر الدين بيسري الشمسي المعروفة ، بوجه القمر . وكانت وفاته بالقاهرة ، في شوال ، وكان عمره يومئذ ستاً وعشرين سنة . وكان بديع الحسن ، تام الخلقة ، عنده شجاعة وكرم وسكون ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي موفق الدين خضر بن محاسن الرحبي ، النائب بالرحبة . وكان بعد من رجال الدهر شجاعة وإقداماً وحزماً ، وتدبيراً ومكراً ، وحيلاً ومداراة وسياسة . وكان في بدايته جمّاساً بالرحبة ، لإنسان من أهلها ، فمات ، فتزوج بامرأته ، وحاز موجوده ، فصلحت حاله . وخدم من جملة قراغلامية الرحبة لما كانت الرحبة للملك الأشرف ، صاحب حمص . وخدم النواب بالرحبة ، وتنقلت به الأحوال ، وتوفي إلى أن ولي نيابة السلطنة بالرحبة . وكانوا بعد ذلك يسمونه الموفق صاحب الرحبة . فلما كان في هذه السنة ، حضر إلى دمشق ، يتقاضى مواعيد كانت سبقت له من السلطان بالإمرة ، فمات بدمشق ، ودفن بمقابر باب الصغير ، وعمره نحو سبعين سنة ، رحمه الله .

الصفحة 57