كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
العزائم ، وتبعث الآمال على تمسكها بالنصر ، وتظهر منه المحاب التي لو قصدت الأقلام لحصرها ، لعجزت عن الحصر . وهو أن العلم الكريم ، قد أحاط بالصورة التي استقرت ، من دخول الناس في طاعة المملوك ، واجتماع الكلمة عليه ، واستقلاله بأمر السلطنة المعظمة .
ولما كان يوم السبت ، الثالث من شعبان المبارك ، سنة ثمان وسبعين وستمائة ، ركب المملوك بشعار السلطنة ، وأبهة الملك ؛ وسلك المجالس العالية ، الأمراء والمقدمون والمفاردة والعساكر المنصورة ، من آداب الخدمة ، وإخلاص النية ، وحسن الطاعة كل ما دلّ على انتظام الأمر واتساق عقد النصر .
ولما قضينا من أمر الركوب وطرا ، وأنجزنا للأولياء وعداً من السعادة منظرا ، عدنا إلى قلعة الجبل المحروسة ، والأيدي بالأدعية الصالحة لنا مرتفعة ، والقلوب على محبة أيامنا مجتمعة ، والآمال قد توقفت بالعدل واستمراره ، والأبصار قد استشرفت من التأييد مطالع أنواره . وشرعنا من الآن في أسباب الجهاد ، وأخذنا في كل ما يؤذن ، إن شاء الله تعالى ، بفتح ما بأيدي العدو من البلاد . ولم يبق إلا أن تتثنى الأعنة ، وتسدد الأسنة ، ويظهر ما في النفوس ، من مضمرات المقاصد المستكنة .
ورسمنا بأن تزين دمشق المحروسة ، وتضرب البشائر في البلاد ، وأن يسمعها كل حاضر وباد . والله تعالى ، يجعل أوقاته بالتهاني مفتتحة ، ويشكر مساعيه ، التي مازالت في كل موقف ممتدحة ، إن شاء الله تعالى ، والحمد لله وحده .
ذكر عزل الصاحب برهان الدين السنجاري عن الوزارة ، وتفويضها للصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان وغير ذلك
وفي هذه السنة ، في السادس والعشرين ، من شهر رمضان ، عزل السلطان ، الصاحب برهان الدين الخضر السنجاري عن الوزارة ، ولزم مدرسة أخيه قاضي القضاة بدر الدين ، بالقرافة الصغرى . واستوزر السلطان بعده ، الصاحب فخر الدين إبراهيم بن

الصفحة 6