كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 60 """"""
ذكر وصول رسل أحمد سلطان ، وهو توكدار ابن هولاكو ، ملك التتار
وفي هذه السنة ، وصل رسل أحمد سلطان بن هولاكو ، وهو الذي ملك بعد أبغا ، وهم قطب الدين محمود الشيرازي ، قاضي سيواس ، والأمير بهاء الدين أتابك السلطان مسعود صاحب الروم ، والصاحب شمس الدين محمد ابن الصاحب ، وهو من أصحاب ماردين . وعند ورود الخبر بوصولهم إلى البيرة ، أمر السلطان ، الاحتراز عليهم ، بحيث لا يشاهدهم أحد . فساروا بهم في الليل ، إلى أن حضروا بين يدي السلطان . وأحضروا كتاباً من أحمد سلطان ، يتضمن أنه قد ملك التتار ، وهو مسلم . وقد أمر ببناء المسجد والمدارس والأوقاف ، وأمر بتجهيز الحاج ، إلى غير ذلك من أنواع وجوه البر والقربات . وطلب اجتماع الكلمة ، وإخماد نار الفتن والحروب . وذكر أن أصحابه وجدوا جاسوساً في زي الفقراء فمسكوه ، وإن عادة مثله القتل . وجهزه إلى الأبواب السلطانية . وقال إنه لا حاجة إلى الجواسيس ولا غيرهم ، بعد الاتفاق واجتماع الكلمة ، إلى غير ذلك مما فيه استجلاب خاطر السلطان . وظهرت رغبته في الصلح ، وأنه كتب من واسط ، في جمادى الأولى . فأجابه السلطان جواباً حسناً ، يتضمن تهنئته بالإسلام ، وأجابه إلى ما طلب من الصلح ، وأعاد رسله مكرمين . فوصلوا إلى حلب في سادس شوال ، وتوجهوا إلى بلادهم . وفيها ، بنى السلطان ببنت سكتاي بن قراحين بن جنغان نوين . وكان سكتاي هذا ، قد ورد إلى الديار المصرية ، هو وقرمش ، في سنة أربع وسبعين وستمائة ، صحبة بيجار الرومي الظاهرية . وهذه هي والدة السلطان الملك الناصر .
وفيها ، تزوج الملك الصالح ابن السلطان الملك المنصور بمنكبك ، ابنة الأمير