كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 61 """"""
سيف الدين نوكية بن سان قطعان . وكان نوكيه إذ ذاك معتقلاً بثغر الاسكندرية . فرسم السلطان بالإفراج عنه ، وأحضره إلى الأبواب العالية ، وشمله الإنعام . وتقرر العقد على خمسة آلاف دينار عيناً ، قُدِّم منها ألفا دينار .
وفيها ، استقرت الهدنة بين السلطان والمقدم افرير كليام ديباجوك ، مقدم بيت الديوية بعكا والساحل وديوية انطرطوس ، لمدة عشر سنين ، أولها خامس المحرم ، سنة إحدى وثمانين وستمائة .
ذكر الظفر بملك من ملوك الكرج وإمساكه
وفيها ، بلغ السلطان الملك المنصور ، أن ملكاً من ملوك الكرج ، خرج من بلاده ، لزيارة القدس الشريف ، ويعود خفية ، واسمه توما سوطياس كلياري . ووضعت له صفته ، ومعه رفيق يسمى طيبغا بن انكوار ، وأنهما ركبا المراكب من ساحل بوط ، فحفظت عليه الطرقات من كل جهة ، فلم يصل إلى موضع إلا وخبره وقد سبق إلى السلطان . فلما وصل إلى القدس الشريف ، أمسك هو وترجمانه ، وأحضرا إلى الديار المصرية ، واعتقلا بها .
وفي هذه السنة ، ولي القاضي بدر الدين محمد ابن الشيخ برهان الدين إبراهيم ابن جماعة الكناني الشافعي ، تدريس المدرسة القيمرية . وذكر الدرس بها ، في تاسع عشر شوال . وحضر دروسه القضاة والعلماء .
وفيها ، في يوم الثلاثاء ، ثامن شهر رجب ، كانت وفاة الشيخ الإمام العالم الزاهد ، زين الدين أبي محمد عبد السلام بن علي بن عمر الزواوي المالكي ، بدمشق . ومولده بظاهر بجايه في سنة تسع أو ثمان وثمانين وخمسمائة . ووصل إلى دمشق في سنة ست عشرة وستمائة ، وأقام بها إلى حين وفاته . وولي القضاء في الدولة الظاهرية ، بعد امتناع منه ، كما تقدم . ولم يأخذ عنه جامكية ، ولا لبس تشريفاً . ثم عزل نفسه ، في سنة ثلاث