كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 63 """"""
الصحبة بالديار المصرية . وكان قد تمكن في هذه الوظيفة عند الملك الظاهر ، وتقدم على أبناء جنسه . وله معرفة تامة بالديار المصرية والشامية ، لم يشاركه أحد في زمانه من أبناء جنسه كلهم ، قد أقر له بالفضل في صناعته ، وكان متعففاً عن الأموال ، وعنده ستر على الكتاب والمتصرفين . ولما مات ، رتب السلطان في وظيفته ، ولده الأسعد جرجس . وتمكن الأسعد في الدولة المنصورية تمكناً كثيراً ، ما سمع بمثله لمثله .
واستهلت سنة اثنتين وثمانين وستمائة [ 682 ه 1283 / 1284 م ]
في هذه السنة ، توجه السلطان إلى البحيرة ، لحفر الخليج المعروف بالطيرية . وتوجه صاحب حماه في خدمته ، وكان قد وصل إلى الأبواب السلطانية في هذه السنة . فحفر هذا الخليج ، وكان طوله ستة آلاف وستمائة قصبة ، وعرضه ثلاث قصبات ، وعمقه أربع قصبات ، بالقصبة الحاكمية . وكان نجازه في عشرة أيام ، وروي بسببه من أعمال البحيرة ، ما لم يكن يروى قبله ، في سنة من السنين .
وفيها ، في عاشر شهر ربيع الأول ، فوّض السلطان إلى الصاحب برهان الدين الخضر السنجاري ، النظر التدريس ، بمدرسة الإمام الشافعي بالقرافة ، بالجامكية والجراية . والرسم الشاهد به ، كتاب الوقف الصلاحي ، يوسف ابن أيوب ، رحمه الله

الصفحة 63