كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 64 """"""
تعالى ، وهو من معلوم التدريس ، في كل شهر أربعون ديناراً معاملة ، صرف كل دينار ثلاثة عشر درهماً وثلث درهم وعن النظر عشرة دنانير والجراية ، والرسوم في كل يوم ، من الخبز ستون رطل ، بالرطل المصري ، وراويتان من الماء الحلو . وكانت هذه المدرسة ، خلت من مدرس ، من ثلاثين سنة ، واكتفي فيها بالمعيدين ، وهم عشرة . واستمر الحال على ذلك ، إلى سنة ثمان وسبعين وستمائة . فولي تدريسها قاضي القضاة تقي الدين بن رزين ، عند عزله من القضاء . وقرر له نصف المعلوم . ثم انتقلت بعد وفاته إلى غيره بربع المعلوم ، وبقي الأمر على ذلك إلى الان ، ففوضت إليه بتوقيع شريف سلطاني منصوري .
ذكر توجه السلطان إلى الشام وعوده
وفي هذه السنة توجه السلطان إلى الشام ، في النصف من جمادى الأولى ، ووصل إلى غزة ، في سابع جمادى الآخرة . وأقام بها أياماً ، ثم رحل إلى دمشق . فدخلها في ثامن شهر رجب ، ونزل بالقلعة .
ذكر عزل قاضي القضاة عز الدين ابن الصائغ الشافي عن القضاء وتولية قاضي القضاة بهاء الدين يوسف بن الزكي
كان سبب عزل قاضي القضاة عز الدين ابن الصائغ عن القضاء بدمشق ، أن تاج الدين بن السنجاري قاضي قضاة حلب ، أثبت محضراً ، أن الطواشي ريحان الخليفتي ، أودع شرف الدين بن الإسكاف ، ثمانية آلاف دينار ، وأن ذلك انتقل إلى يد القاضي عز الدين المذكور بحكم الوصية . فطلب القاضي عز الدين ، في يوم الجمعة حادي عشرين شهر رجب ، وكان قد حضر إلى الجامع الأموي ، لسماع خطبة القاضي جمال الدين بن عبد الكافي ، وكان قد ولي الخطابة والإمامة بدمشق . فتوجه من الجامع