كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
إلى القلعة ، وحضر إلى الأمير بدر الدين الأقرعي مشد الصحبة ، والقاضي شهاب الدين بن الواسطي ، الناظر بالصحبة . فرسم المشدّ على القاضي بمسجد الحبالة ، ولم يصلّ الجمعة . ثم شدد عليه الأمر ، وعزل عن القضاء في يوم الأحد ثالث عشرين الشهر . وفوّض القضاء للقاضي بهاء الدين يوسف ابن القاضي محيي الدين بن الزكي . ومنع الناس من الدخول على القاضي عز الدين والاجتماع به ، إلا من لابد منه . ثم ادعى عليه أن عنده حياصة وعصابة ، القيمة عنهما خمسة وعشرون ألف دينار ، وأنهما كانا عند عماد الدين ابن الشيخ محيي الدين بن العربي ، للملك الصالح اسماعيل بن أسد الدين شيركوه ، وانتقل ذلك إلى عماد الدين ابن الصائغ ، ومنه إلى أخيه القاضي عز الدين . ثم ادعى عليه ، أن الأمير ناصر الدين ابن الأمير عز الدين أيدمر ، نائب السلطنة ، والده ، كان أودع عنده جملة كثيرة ، واشتد عليه الأمر ، ووكل الملك الزاهر في مطالبته ، فظهر الأمر بخلاف ذلك . وهو أن القاضي عز الدين أثبت عداوة تاج الدين السنجاري ، الحاكم بحلب ، وعجز الخصم عن تحقيق حال العصابة والحياصة ، وما فيهما من اللؤلؤ والبلخش . وظهرت براءته من الوديعة بأمور يطول شرحها . وانتصر له الأمير حسام الدين لاجين ، نائب السلطنة بالشام . واستمال حسام الدين طرنطاي ، فخاطبا السلطان في أمره فأفرج عنه ، في ثامن عشرين شعبان من السنة ، واستمر معزولاً إلى أن مات ، وكانت وفاته بحميص ، ظاهر دمشق ، في عشية يوم الأحد ، تاسع شهر ربيع الآخر ، سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، وقد بقي من النهار ساعة .

الصفحة 65