كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 66 """"""
ودفن في يوم الإثنين بتربته بقاسيون ، رحمه الله تعالى .
وأما السلطان ، فإنه أقام بدمشق ، إلى أن رتب أحوالها ، وقدر مصالحها ثم عاد إلى الديار المصرية ، وكان استقلال ركابه من دمشق ، في يوم الأربعاء ثاني شهر رمضان ، ووصل إلى قلعة الجبل ، في الخامس والعشرين من الشهر .
وفيها ، وصلت رسل عكا ، وتقررت الهدنة مع الديوية والاسبتار والملك المنصور لعشر سنين ، وعشرة شهور ، وعشرة أيام ، وعشر ساعات . أولها خامس شهر ربيع الأول منها .
وفيها ، تزوج السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل ابن السلطان الملك المنصور باردكين ابنة الأمير سيف الدين نوكيه ، وهي أخت زوجة أخيه الملك الصالح .
ذكر وصول الشيخ عبد الرحمن ومن معه من جهة أحمد سلطان ، ووفاة مرسلهم ، وما كان من خبرهم
وفي هذه السنة ، وصل الشيخ عبد الرحمن ، من جهة أحمد سلطان ملك التتار ، وصحبته صمداغوا ، والأمير شمس الدين محمد بن التيتي ، المعروف بابن الصاحب وزير صاحب ماردين ، وجماعة في صحبتهم نحو مائة وخمسين نفراً .
وكان هذا الشيخ قدوة أحمد سلطان ملك التتار . وهو الذي استسلمه ، وقرر قواعد الصلح بينه وبين السلطان ، وبلغ منه مبلغاً عظيماً ، إلى أن كان يقف بين يديه ، وظهرت منه أمور للمغل استمالهم بها . وتحدث في سائر الأوقاف وعظم ذكره ببلاد الشرق . وركب بالجتر والسلاح دارية والجمدارية . وظن أنه إذا حضر إلى السلطان تمكن منه ، ويتم له في هذه المملكة ، ما تم له بالعراق . فلما وصل إلى البيرة ، تلقاه الأمير جمال الدين أقش الفارسي ، أحد الأمراء بحلب ، ومنعه من حمل الجتر والسلاح ونكب به عن الطريق المسلوك ، إلى أن أدخله إلى حلب ، ثم إلى دمشق . كان وصوله إلى دمشق ، في ليلة الثلاثاء ، ثاني عشر ذي الحجة ، ولم يتمكن أحد من الناس أن يراه ولا يكلمه .

الصفحة 66