كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 67 """"""
ولما وصل إلى دمشق ، أنزل في قلعتها بقاعة رضوان ، إلى أن وصل السلطان إلى دمشق . ويقال إنه رتب للشيخ ولمن معه ، في كل يوم ألف درهم نفقة وأطعمة وحلوى ، وغير ذلك بألف درهم أخرى . واستقر بالقلعة ، إلى أن وصل السلطان إلى دمشق ، في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ، فاستدعاهم ليلاً . ووقف بين يدي السلطان ألف مملوك وخمسمائة مملوك ، عليهم الأقبية الأطلس الأحمر ، بالطرز . والكلوتات الزركش . ووقد بين يديه ألف شمعة وخمسمائة شمعة . وحضر الشيخ عبد الرحمن والأمير صمداغوا وشمس الدين ابن الصاحب ، وأدوا الرسالة فسمعها السلطان ، وأعادهم إلى مكانهم ، ثم استحضرهم مرة ثانية وثالثة ، حتى استوعب ما عندهم من الأخبار ، وما وردوا به من الرسالة . ثم أعلمهم السلطان في المرة الثالثة ، أن مرسلهم قد قتل ، وجلس على تخت المملكة أرغون بن أبغا . وكانت القصاد قد وصلت بهذا الخبر .
ونُقلوا من قاعة رضوان ، إلى بعض قاعات القلعة ، ورُتب لهم بقدر الكفاية . ثم سيّر إليهم الأمير شمس الدين سنقر الأعسر أستاذ الدار ، وقال : قد رسم السلطان بانتقالكم إلى غير هذا المكان ، فليجمع كل واحد منكم قماشه ، ففعلوا ذلك . فلما صاروا في دهليز الدار فتشوا ، فأخذ منهم جملة كثيرة من اللؤلؤ وغيره . ويقال إنه كان بيد الشيخ عبد الرحمن سبحة لؤلؤ ، قيمتها تزيد على مائة ألف درهم ، فأخذت في جملة ما أخذ ، واعتقلوا . فمات الشيخ عبد الرحمن ، في ثامن عشرين شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين بقلعة دمشق ، ودفن بمقابر الصوفية . وهذا الشيخ المذكور ، هو تلميذ شيخ الإسلام موفق الدين الكواشي ، ثم رباه الشيخ المشار إليه ، واشتغل عليه وخدمه . وقيل إنه علم منه الاسم الأعظم ، ويقال إن الشيخ أعطاه كتاباً في علم السيمياء . وقال له توجه بهذا إلى النهر واغسله ، فأخذه وأخفاه . وعاد إلى الشيخ ، وأخبره أنه غسله . ثم اشتغل بهذا العلم ، وتوجه إلى التتار ، واجتمع بالحوانين وأراهم من هذا العلم ، ما