كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
وفيها وصل إلى السلطان رسول أبونكيا ، ملك سيلان ، وأحضر كتاباً من حُق من ذهب . وقال الرسول ، وهو الحاج أبو عثمان ، هذا الكتاب بخط الملك ، فلم يوجد من يقرأه . فسألوا عن مضمونه . فقال مضمونه . إن سيلان مصر ، ومصر سيلان ، وأنه قد ترك صحبة صاحب اليمن ، في محبة السلطان . وقال أريد رسولاً من جهة السلطان ، يُحضره رسولي ، ورسولاً يقيم في عدن . والجواهر واليواقيت واللؤلؤ عندي كثير ، والمراكب والقماش وغيره عندي . والبقم والقرفة وجميع ما يجلبه الكارم عندي . والرماح الكثيرة عندي . وعندي الفيلة . ولو طلب السلطان كل سنة عشرين مركباً ، سيرتها إليه وأطلق تجار السلطان . وأنا لي سبع وعشرون قلعة ، وفيها معادن : جواهر ويواقيت . والمغاص ، وكل ما يحصل منها فهو لي . فأكرم السلطان هذا الرسول ، وكتب جوابه وجهزه .
وفيها ، نجزت عمارة تربة ، كان السلطان قد رسم لشاد الأمير علم الدين سنجر الشجاعي بعمارتها لوالده وولده الملك الصالح ، بالقرب من مشهد السيدة نفيسة وعمرت . ونزل السلطان وولده إليها ، وتصدقا ، ورتبا وقوفها . ورسم السلطان بعمل تربة ومدرسة وبيمارستان بالقاهرة .

الصفحة 69