كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 70 """"""
ذكر عمارة التربة المنصورية والمدرسة والبيمارستان ومكتب السبيل
قال ، ولما رأى السلطان الملك المنصور التربة الصالحية ، أمر بإنشاء تربة له ، ومدرسة وبيمارستان ومكتب سبيل . فاشتريت الدار القطبية ، وما يجاورها - وهي بين القصرين - من خالص مال السلطان ، وعوض سكان الدار القطبية بالقصر المعروف بقصر الزمرد . وكان انتقال الدار القطبية منها إلى قصر الزمرد ، ثاني عشر ربيع الأول من السنة .
وربت الأمير علم الدين الشجاعي مشداً على العمارة ، فأظهر من الاهتمام بالعمارة والاحتفال ، ما لم يسمع بمثله . فعمرت في أيسر مدة ، ونجزت العمارة في شهور سنة ثلاث وثمانين وستمائة . وإذا شاهد الرائي هذه العمارة العظيمة ، وسمع أنها عمرت في هذه المدة القريبة ، ربما أنكر ذلك .
ولما كملت العمارة ، وقف السلطان من أملاكه القياسرو والرباع ، والحوانيت والحمامات ، والفنادق والأحكار ، وغير ذلك ، من الضياع بالشام ، ما يحصل من أجر ذلك وريعه وغلاته ، في كل شهر جملة كثيرة . وجعل أكثر ذلك على البيمارستان ثم التربة بالقبة . وربت وقف المدرسة ، إلا أنه يقصر عن كفايتها . ورتب لمكتب السبيل