كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 71 """"""
من الوقف بالشام ما يكفيه .
ولما تكامل ذلك ، ركب السلطان وشاهده ، وجلس بالبيمارستان ومعه الأمراء ، والقضاة والعلماء . فأخبرني بعض من شهد السلطان ، وشهد عليه ، أنه استدعى قدحاً من الشراب فشربه . وقال قد وقفت هذا على مثلي ، فمن دوني . وأوقفه السلطان على الملك والمملوك ، والجندي والأمير والوزير والكبير والصغير ، والحر والعبد ، والذكر والأنثى . وجعل لمن يخرج منه ، من المرضى ، عند برئه كسوة . ومن مات جهّزه ، وكُفن ودفن . ورتب فيه الحكماء الطبائعية والكحالين والجرائحية والمجبرين ، لمعالجة الرمدى والمرضى والمجرحين والمكسورين من الرجال والنساء . ورتب به الفراشين والفراشات ، والقومة ، لخدمة المرضى ، وإصلاح أماكنهم وتنظيفها ، وغسل ثيابهم ، وخدمتهم في الحمام . وقرر لهم على ذلك ، الجامكيات الوافرة . وعملت التخوت والفرش والطراريح والأنطاع والمخدات واللحف والملاوات لكل مريض فرش كامل . وأفرد لكل طائفة من المرضى أمكنة تختص بهم . فجعلت الأواوين الأربعة المتقابلة للمرضى بالحميات وغيرها ، وجعلت قاعة للرمدى ، وقاعة للجرحاء ، وقاعة لمن أفرط به الإسهال ، وقاعة للنساء ، ومكان حسن للممرورين من الرجال ومثله للنساء ، والمياه تجري في أكثر هذه الأماكن . وأفردت أماكن ، لطبخ الطعام ، والأشربة والأدوية ، والمعاجين وتركيب الأكحال ، والشيافات ، والسفوفات ،

الصفحة 71