كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 72 """"""
وعمل المراهم والأدهان ، وتركيب الترياقات ، وأماكن لحواصل العقاقير ، وغيرها من هذه الأصناف المذكورة . ومكان يفترق منه الشراب . وغير ذلك من جميع ما يحتاج إليه . ورُتب فيه مكان يجلس فيه رئيس الأطباء ، لإلقاء درس طب ، ينتفع به الطلبة ، ولم يحصر السلطان ، أثابه الله ، هذا المكان المبارك بعده في المرضى ، يقف عندها المباشر ، ويمنع من عداها ، بل جعله سهيلاً ، لكل من يصل إليه ، في سائر الأوقات ، من غني وفقير . ولم يقتصر أيضاً فيه ، على من يقيم به للمرضى ، بل يرتب لمن يطلب ، وهو في منزله ما يحتاج إليه ، من الأشربة والأغذية والأدوية ، حتى أن هؤلاء زادوا في وقت من الأقات ، على ما تبين ، غير من هو مقيم بالبيمارستان .
ولقد باشرته في شوال سنة ثلاث وسبعمائة ، والى آخر رمضان سنة سبع وسبعمائة . فكان يصرف منه ، في بعض الأيام ، من الشراب المطبوخ خاصة ، ما يزيد علي خمسة قناطير بالمصري ، في اليوم الواحد ، للمرتبين والطوارئ ، غير السكر والمطابيخ من الأدوية وغير ذلك من الأغذية والأدهان والترياقات وغيرها ورتب في البيمارستان من المباشرين والأمناء ، من يقوم بوظائفه ، واتباع ما يحتاج إليه من الأصناف ، وضبط ما يدخل إلى المكان ، وما يخرج منه خاصة ، من غير أن يكون لهم تعلق في استخراج الأموال . وإنما يبتاعون الأصناف ، ويحيلون بثمنها على ديوان صندوق المستخرج ، ويكتبون في كل شهر ، عمل استحقاق لسائر أرباب الجامكيات والجرايات من سائر أرباب الوظائف والمباشرين ، يكتبه العامل ، ويكتب عليه الشهور . ويأمر الناظر بصرفه ، ويخلد في ديوان الصندوق ويصرف على حكمه . وهذه الطائفة من المباشرين بالبيمارستان ، هم مباشرو الإدارة .
وأما مباشرو الصندوق والرباع ، فإليهم يرجع تحرير جهات الأوقاف ، في الخلق