كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 73 """"""
والسكون والمعطل ، واستخراج الأموال ، ومحاسبات المستأجرين وصرف الأموال ، بمقتضى حوالة مباشري الإدارة ، ومباشرة العمارة ، وعمل الاستحقاق لا يتصرفون في غير ذلك ، كما لا يتصرف مباشرو الإدارة ، في صرف الأموال ، إلا حوالة بأوراقهم .
وأما العمارة ، فلها مباشرون ينفردون بها ، من ابتياع الأصناف ، واستعمال الصناع ، ومَرَمّة الأوقاف ، وغير ذلك مما يدخل في وظيفتهم ، كما يفعل في الإدارة ، وينقل عليهم من الصندوق من المال ، ما يصرفونه لأرباب الأجر خاصة . ويكتبون في كل شهر ، عمل استحقاق ، بثمن الأصناف وأرباب الأجر ، ويخصمونه بما أحالوا به على الصندوق ، وما وصل إليهم من المال ويسوقونه إلى فائض أو متأخر .
وترفع كل طائفة من هؤلاء المباشرين حساباتهم ، مياومة ومشاهرة ومساناة إلى الناظرو المستوفي .
هذا ما يتعلق بالمارستان .
وأما القبة المباركة المنصورة ، وهي التربة ، فإنه رُتّب فيها خمسون مقرئاً ، يقرأون كتاب الله تعالى ، ليلاً ونهاراً بالنوب . وجُعل لكل منهم ، في كل شهر عشرون درهماً . ورتب بها إمام ، على مذهب الإمام أبي حنيفة ، رحمه الله تعالى ، وله في كل شهر ثمانون درهماً من أصل الوقف ، وفي كل سنة في ليلة ختم صلاة قيام رمضان ، خلعة من خزانة السلطان ، كاملة مسنجية مقتدرة ورُتّب بها ريس ومؤذنون ، يعلنون الأذان ، بالمأذنة الكبرى ، ويقيمون الصلاة ، ويبلغون خلف الإمام . وهم سبعة نفر . الرئيس ، وله في كل شهر أربعون درهماً ، والمؤذنون ستة ، لكل منهم في كل شهر ستون درهماً . ورتب فيها درس تفسير لكتاب الله تعالى ، فيه مدرس يلقيه ، رتب له في كل شهر