كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 75 """"""
المسلمين ، كتاب الله تعالى . ورتب لهما جامكية في كل شهر ، وجراية في كل يوم ، وهي لكل منهما في كل شهر ثلاثون درهماً ، وفي كل يوم من الخبز ثلاثة أرطال ، وكسوة في الشتاء ، وكسوة في الصيف . ورُتب للأيتام ، لكل منهم ، في كل يوم رطلان خبزاً ، وكسوة في الشتاء ، وكسوة في الصيف . وتنوّع السلطان ، أجزل الله ثوابه ، في وجوه البر والقربات . وهذه الجهات المباركة المرورة باقية مستمرة ، يزيد وقفها وينمو ، بحسن نية واقفها . قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه .
ولنرجع إلى بقية حوادث سنين اثنتين وثمانين وستمائة
وفيها ، كانت وفاة الشيخ الإمام ، عماد الدين أبو الفضل محمد ابن قاضي القضاة ، شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله الشيرازي ، ببستانه بالمزه ، في يوم الإثنين ، سابع عشر صفر . وصلي عليه بعد صلاة العصر ، بجامع الجبل ، ودفن بتربة فيها قبر أخيه علاء الدين ، رحمهما الله تعالى . وكان شيخ الكتابة ، أتقن الخط المنسوب ، وبلغ فيه مبلغاً عظيماً ، حتى يقال إنه أتقن قلم المحقق ، وكتبه أجود من شيخ الصناعة ابن البواب .
وفيها ، توفي الصاحب مجد الدين أبو الفدا اسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم بن أبي طالب بن كسيرات الموصلي . وكانت وفاته في سابع عشرين شهر رمضان ، بداره بجبل الصالحية . وكان رحمه الله كثير المروءة ، واسع الصدر ، كثير الهيبة والوقار ، جميل الصورة ، حسن المنظر والشكل ، كثير التعصب لمن يقصده ، محافظاً على مودة أصحابه وقضاء حوائجهم ، كثير التفقد لهم ، وأصله من الموصل ، من بيت الوزارة . كان والده ، وزير الملك المنصور عماد الدين زنكي ابن الملك العادل نور الدين أرسلان