كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 77 """"""
ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب . وكانت وفاته بدمشق ، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة ، ودفن بالتربة المعظمية . وكان رحمه الله تعالى ، قد جمع بين الرئاسة والفضيلة ، والعقل الوافر ، والخصال الجميلة . وكان مجانب الناس ، محبوب الصورة ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، في سادس عشرين شعبان ، توفي القاضي عز الدين إبراهيم ابن الصاحب الوزير الأعز ، فخر الدين أبي الفوارس مقدام ابن القاضي كمال الدين أبي السعادات ، أحمد بن شكر المصري . وكان قد ولي نظر الجيوش ، بالديار المصرية ، في شهر رمضان ، سنة خمس وسبعين وستمائة ، كما تقدم ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الشيخ الإمام العلامة ، العابد الزاهد ، شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام ، أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي ، شيخ الحنابلة بالشام . وكان قد ولي قضاء القضاة على كره منه ، في سنة أربع وستين كما تقدم . ثم ترك الحكم ، وتوفر على العبادة والتدريس ، وأشغال الطلبة ، والتصنيف . ويقال إنه قطب بالشام . واستدل على ذلك بحرائي توافقت عليها ، جماعة تعرفه ، في سنة سبع وسبعين وستمائة أنه قطب ، وكان أوحد زمانه . وكانت وفاته في يوم الإثنين ، سلخ ربيع الآخر منها . ودفن بقاسيون ، بتربة والده ، قدس الله روحه . ومولده في السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وتسعين وخمسمائة . ولما مات رثاه المولى الفاضل شهاب الدين محمود كاتب الإنشاء بقصيدة أولها :
ما للوجود وقد علاه ظلام . . . أعراه خطب أم عداه مرام
أم قد أصيب بشمسه فغدا وقد . . . لبست عليه حدادها الأيام