كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 78 """"""
جاء منها :
لكم الكرامات الجليلات التي . . . لا تستطيع جحودها الأقوام
وهي قصيدة تزيد على ستين بيتاً ، ورثاه جماعة ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأمير علاء الدين كندغدي المشرقي الظاهري ، المعروف بأمير مجلس . كان من أعيان الأمراء بالديار المصرية . وظهر قبل وفاته بمدة يسيرة ، أنه باق على الرق . فاشتراه السلطان الملك المنصور بجملة وأعتقه ، وقربه لديه . وكان شجاعاً بطلاً مقداماً . وكانت وفاته بالقاهرة ، في يوم الجمعة مستهل صفر . ودفن بمقابر باب النصر ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأمير شهاب الدين أحمد بن حجي بن يزيد البرمكي ، أمير آل مري ، وكانت وفاته ببصرى . وكانت غاراته تنتهي إلى أقصى نجد والحجاز . وأكثرهم يؤدون إليه إتاوة في كل سنة ، فمن قطعها منهم أغار عليه . وكان يدعي أنه من نسل جعفر البرمكي ، من العباسة أخت الرشيد . ويقول إنه تزوجها ورزق منها أولاداً . ولما جرى على البرامكة ما جرى ، هرب أولاده منها إلى البادية ، فأحدهم جده ، والله أْعلم . وكان يقول للقاضي شمس الدين بن خلكان البرمكي ، أنت ابن عمي . وكانت بينهما مهاداة . وانتفع ابن خلكان به وباعتنائه ، عند السلطان .
وفيها ، في سابع عشرين المحرم ، كانت وفاة القاضي شمس الدين عيسى ابن الصاحب برهان الدين الخضر السنجاري . كان ينوب عن والده في الوزارة الأولى ، في سنة ثمان وسبعين وستمائة . وولي نظر الأحباس ، ونظر خانقاه سعيد السعداء . ثم ولي بعد ذلك تدريس المدرسة الصلاحية المعروفة بزين التجار ، ثم قبض عليه مع والده ، بعد انفصاله من الوزارة الثانية ، كما تقدم . فلما أفرج عنه سكن المدرسة المعزية بمصر ، وكان بها إلى أن توفي . وكان حسن الصورة والشكل ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، في سادس عشر شوال ، توفيت زوجة السلطان الملك المنصور ، والدة ولده ،