كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
ذكر أخبار الأمير شمس الدين سنقر الأشقر وخروجه عن طاعة السلطان ، وسلطنته بدمشق ، وما كان من أمره إلى أن عاد للطاعة ، ورجع إلى الخدمة السلطانية
قد قدمنا أن السلطان الملك المنصور ، في زمن أتابكيته ، في سلطنة الملك العادل بدر الدين سلامش . جهزه إلى الشام ، نائباً عن السلطنة بدمشق ، وكان قد نقل الأمير جمال الدين أفش الشمسي من دمشق إلى نيابة السلطنة بحلب . فلما ملك السلطان الملك المنصور ، واستقر بالسلطنة ، خطر ببال الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، أن يستبد بسلطنة الشام ، ويصير الأمر على ما كان عليه في أواخر الدولة الأيوبية . فجمع الأمراء الذين عنده ، وأوهمهم أن الأخبار وصلت إليه ، أن السلطان الملك المنصور قد قتل ، وهو يشرب الخمر . ودعاهم إلى طاعته ، واستحلفهم لنفسه . فأجابوه ، وحلفوا له ، وتلقب بالملك الكامل ، وركب بشعار السلطنة ، وأبّهة الملك ، بدمشق ، وذلك في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وستمائة . وفي الوقت ، قبض على الأمير حسام الدين لاجين المنصوري ، نائب السلطنة بقلعة دمشق ، وعلى الصاحب تقي الدين توبة . وجهز الأمير سيف الدين بلبان الحبيشي ، إلى سائر الممالك الشامية والقلاع ، ليحلف من بها من النواب وغيرهم " يولي فيها من جهته من

الصفحة 8