كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 84 """"""
ذكر مولد السلطان الملك الناصر
كان مولده المبارك الميمون ، بقلعة الجبل ، في يوم السبت الخامس عشر من شهر المحرم ، سنة أربع وثمانين وستمائة ، الموافق للثامن والعشرين من برمهات من شهور القبط . وطالع الوقت السرطان . فوردت البشائر على والده السلطان بمولده ، وهو بمنزلة خربة اللصوص ، قبل وصوله إلى دمشق . فاستبشر السلطان بمولده ، وتيمن به ، وبلغ مقصوده ، من فتح المرقب .
وفيها ، بعد عود السلطان من فتح المرقب ، دخل إلى الخزانة بدمشق ، في يوم الخميس سابع جمادى الأولى . وولي القضاء محيي الدين بن النحاس الوزارة بدمشق ، عوضاً عن الصاحب تقي الدين توبة التكريتي . وكان محيي الدين إذ ذاك ، ناظر الخزانة . فخلع عليه خلعة الوزارة ، وكانت الخلعة جبة عتابي حمراء ، وفوقها فرجية زرقاء ، مسنجبة مقندرة وطرحة . وعزل الأمير سيف الدين طوقان ، عن ولاية مدينة دمشق ، وأقره على ولاية البر خاصة . وولي مدينة دمشق الأمير عز الدين محمد بن أبي الهيجا ، في يوم الجمعة ، خامس عشر جمادى الأولى . ثم توجه إلى الديار المصرية ، في بكرة نهار الإثنين ، ثامن عشر الشهر ، ووصل إلى قلعة الجبل ، في يوم الثلاثاء تاسع عشرين شعبان . وكان قد أقام مدة بتل العجول .
وفيها ، وصلت رسل ملوك الفرنج ، وأحضروا بين يدي السلطان ، في يوم الثلاثاء سابع شهر رمضان . وقدموا ما معهم من التقادم ، وهي : ما هو من جهة الأنبرور ، ما حمله اثنان وثلاثون جملاً ، سنجاب وسمور أربعة عشر ، وسقلاط خمسة ، وأطلس

الصفحة 84