كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 86 """"""
وفيها ، في يوم الأربعاء ، سابع عشر صفر ، توفي الصاحب المشير عز الدين محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد الأنصاري الحلبي ، بالقاهرة ، ودفن بسفح المقطم . وكان فاضلاً ديناً ، رئيساً مؤرخاً ، معظّماً عند الأمراء الأكابر محبوباً إليهم . ولازم الصاحب بهاء الدين مدة حياته . وكان الأمراء الأكابر يحملون إليه في كل سنة دراهم وغلة وكسوة وغير ذلك ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، في منتصف شعبان توفي الأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير افتخار الدين أباز بن عبد الله الحراني ، بمدينة حمص ، وهو يومئذ نائب السلطنة بها ، وحمل إلى دمشق ، ودفن بقاسيون ، في يوم الخميس سابع عشر الشهر .
وفيها ، في يوم الأربعاء ، سلخ شعبان ، توفي الطواشي شبل الدولة كافور الصفوي الخزندار بقلعة دمشق . ودفن يوم الخميس مستهل شهر رمضان ، بتربته بسفح قاسيون . كان رجلاً صالحاً ، كثير الصدقة والمعروف والإحسان ، رحمه الله تعالى ، والحمد لله وحده .
واستهلت سنة خمس وثمانين وستمائة [ 685 ه 1286 م ]
في هذه السنة ، أعيد الأمير علم الدين سنجر الدواداري ، إلى شد الشام ، عوضاً عن الأمير شمس الدين سنقر الأعسر . وباشر الديوان في بكرة يوم الإثنين خامس عشر المحرم .
وفيها ، في سلخ ربيع الآخر ، وصل تقي الدين توبة التكريتي من الديار المصرية إلى دمشق . وقد أعيد إلى الوزارة بالشام ، عوضاً عن الصاحب محيي الدين بن النحاس .
ذكر حادثة غريبة اتفقت بحمص
وفي هذه السنة ، في سابع عشر صفر ، ورد إلى الأمير حسام الدين لاجين المنصوري ، نائب السلطنة بالشام ، كتاب من الأمير بدر الدين بكتوت العلائي وكان مجرداً بحمص ، وصحبته من عسكر دمشق ألفا فارس ، من مستهل هذه السنة ، مضمونه بعد البسملة :

الصفحة 86